انتهاك أعراض السجينات الفلسطينيات السوريات في سجون مصر بغطاء من مسؤولي السجن

في آخر الانتهاكات التي تم رصدها لأحوال المعتقلين الفلسطينيين والسوريين اللاجئين في سجون مصر هرباً من جحيم الحرب في سورية، رصدت الكاتبة المصرية نهلة النمر حادثة ربما هي الأبشع والأكثر إثارة لحفيظة مجتمع محافظ كالسوري والفلسطيني فضلاً عن المصري، حيث أوردت الكاتبة شهادتها التي نقلها الكاتب المصري بلال فضل عبر مقاله في جريدة الشروق المصرية اليوم الثلاثاء تحت عنوان تهكمي "بسلامٍ آمنين" إشارة إلى مفارقة الواقع بين ماضي مصر وحاضرها.

تتمحور الحادثة حول انتهاك عرض إحدى السجينات الفلسطينيات التي فرت من سورية مع عائلتها، واعتقلت في مصر أثناء محاولتهم الهرب عبر البحر باتجاه أوروبا، فإثناء استخدام السجينة المذكورة للحمام الوحيد في السجن للاغتسال، تفاجأت بعسكري يجلس أعلى سقف الحمام وينظر إليها، فيما أشارت الكاتبة أنها ليست الحادثة الأولى للتحرش الجنسي داخل سجن المنتزه في الإسكندرية، إذ أن حوادث كثيرة حدثت قبلها، ومرت دون أي حساب أو عقاب، في إشارة سلوك يتم بغطاء مسؤولي السجن.

وأشارت الشهادة إلى أن إحدى حوادث التحرش ذات مرة، دفعت المرأة السجينة للصراخ بوجه الضابط الذي تحرش بها، وهو ما أدى إلى عقاب جماعي لكافة السجناء بإغلاق أبواب الزنازين عليهم طوال النهار، الأمر الذي أدى إلى تبول الأطفال على أنفسهم نتيجة عدم قدرتهم الوصول إلى الحمام، كما تشير الشهادة إلى أوضاع مأساوية من النواحي الإنسانية، إذ يعتقل عدد كبير من النساء والرجال والأطفال بمكان واحد، دون مراعاة لأدنى حرمة لخصوصيات الشخص، ومع وجود حمام واحد لعشرات السجناء، كما أن السجناء محرومون من أي وجبة طعام، باستثناء ما تقدمه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وأشارت الشهادة إلى تجاهل تام من قبل القنصيلة أو السفارة الفلسطينية لأوضاع السجناء هناك، وهو ما يجعلهم عرضة للسلوك التعسفي غير المسؤول.

في هذا السياق أشارت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في تعليقها على الحادثة، أن الحادثة تعتبر انتهاكاً صارخاً للقيم الإنسانية والقانونية، فضلاً عن انتهاك القيم الأخلاقية لمجتمع مثل مصر وفلسطين، فيما أدانت تجاهل السفارة الفلسطينية في القاهرة لاعتقال السلطات المصرية ما يقرب من 296 معتقلاً فلسطينياً فروا من سورية، وانتهى الأمر بهم إلى سجون مصر في أسوء ظرف إنساني ممكن أن يعيشه المرء.

وقال منسق المجموعة طارق حمود أن تجاهل المسؤولين الفلسطينيين لأحوال المعتقلين الفلسطينيين السوريين في مصر يمثل الوجه الأكثر وضوحاً لما آلت إليه هذه القيادة، وتغليبها العلاقة مع المصلحية مع نظام مصر القائم على مصصالح أبناء شعبها ومآسيهم، مطالباً المسؤولين الفلسطينيين بتحمل مسؤولياتهم تجاه أبناء شعبهم، وطالب حمود بفتح تحقيق فوري في الحادثة وماسبقها من الحوادث، محملاً المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مسؤولية الصمت عن التقارير المتواترة عن الانتهاكات التي يتعرض لها فلسطينيو سورية في مصر.

0 comments: