بعد كل مراحل التجييش التي سخرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لشرعنة الحرب على الشعب الفلسطيني، وبالأخص على قطاع غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، ينتقل الاحتلال لمرحلة تجييش قذرة، قديمة جديدة، ألا وهي الأطفال.
هذه المرة، استخدمت الأذرع الإسرائيلية أسلوبًا جديدًا، تضرب عبره أكثر من عصفور في حجر واحد، حيث وزع جيش الاحتلال قصة قصيرة ومصورة باللغة الإنجليزية، تحكي قصة "حركة إرهابية" اسمها حماس، تربي أبناءها منذ الصغر على "الإرهاب" و"التطرف" لقتل "الشعب المسكين" وهو الشعب الإسرائيلي.
القصة المصورة التي تستهدف الأطفال وبالتحديد صغار السن منهم، والتي صيغت بتعمدٍ باللغة الإنجليزية، لتصل إلى أكبر قدر ممكن في دول العالم، عدا عن استخدامها في المدارس والمكتبات الإسرائيلية، تسرد تاريخًا مزيفًا ومشوهًا لحركة حماس ولنهجها التربوي والمقاوم.
وتبدأ القصة من بداية تأسيس حماس، حيث تُظهر الشيخ المؤسس الشهيد أحمد ياسين، الذي أبهر الاحتلال بابتسامته المرسومة دائما على محياه، شيخًا ماكرًا شريرًا وحادّ النظرات.
كما مرت القصة على الخلاف الذي حصل بين حركتي فتح وحماس، لتظهر رجلًا من حماس يقتل آخر من فتح بمنجل حاد، بعدما جاءه خلسة من وراء ظهره، فيما شوهت صورة المرأة الفلسطينية، وأظهرتها بأنها مرأة معقدة منغلقة متشددة تلبس النقاب، وتُمنع من ممارسة الرياضة والتدخين واللبس على الموضة.
القصة الدعائية التشويهية، مرت كذلك على المخيمات الكشفية التي تقيمها حركة حماس للأطفال والناشئين في غزة دوريًا، فتتحدث الصور عن دور تلك المخيمات في تعليم الطفل الفلسطيني طرق القتل، لتقتل معها الابتسامة التي دخل بها الأطفال إلى المخيم الكشفي، إلا أنهم خرجوا منه غاضبين معَقدي الأجبن.
ولم تغفل القصة المصورة، أهم الوسائل العسكرية والأمنية التي يدافع فيها الشعب الفلسطيني عن أرضه في وجه الاحتلال، فأظهرت صواريخ المقاومة على أنها تهدد أرواح الأبرياء الإسرائيليين، فيما مرت على خطف "رجال أشرار" من حماس لجندي إسرائيلي "مسكين ضعيف".
ما الذي يريده الاحتلال؟
يهدف الاحتلال من مثل تلك المنشورات، إلى تشويه واقع مؤلم يعيشه شعب محتل، وإلى ترسيخ مبدأ لدى صغار السن الإسرائيليين والغربيين عمومًا، أن المقاومة الفلسطينية تفتقر لأدنى الأسس الإنسانية والبشرية، وتستحق على إثر ذلك أن تُحارب وتُقتل بدم بارد.
القصة التي كُتب في نهاياتها أنه يجب على العالم أن يعرف الحقيقة، تحتّم على كل غيور في الشعب الفلسطيني المسلم، أن يواجه التشويه بالدلائل، وأن يصدّ الكذب بالحقائق التي تفضح إجرام الاحتلال الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني وبأطفاله.
كما يحتم مبدأ عدم انتظار الكبار ليكبروا، الحاجة الملحة لأعمال مضادة لمثل تلك القصة، دون الحاجة للانتظار ورؤية الأجيال القادمة التي ستشهد على قتل الشعب الفلسطيني وأطفاله دونما أي اعتراض.
0 comments: