(الأونروا) تعتبر الوضع في اليرموك وصل لمرحلة المجاعة والخطر الشديد

دعت فصائل العمل الوطني الفلسطيني الموجودة في سورية إلى انسحاب جميع «المسلحين من مخيم اليرموك وإخلائه من السلاح تمهيداً لعودة أبناء الشعب الفلسطيني إلى المخيم بأسرع وقت ممكن»، في حين حذرت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) من أن المخيم يواجه معاناة إنسانية بالغة وصلت لمرحلة المجاعة وانتشار الأمراض.

وبينت الفصائل في بيان نشرته «وكالة «سانا» للأنباء، أنها توافقت عقب اجتماعها أمس على مجموعة من الإجراءات العملية والملموسة ودعوة الجهات المعنية إلى المساعدة في تنفيذ هذه الإجراءات بشكل عاجل وفوري لإنهاء معاناة أبناء الشعب الفلسطيني عبر «فتح طريق آمن يمكن وكالة (الأونروا) من إدخال المواد الغذائية والطبية إلى المخيم والقيام بتوزيعها مرتين على الأقل شهرياً».

وأشارت الفصائل إلى ضرورة العمل مع الجهات المعنية السورية لتسوية أوضاع من يرغب من «المسلحين» والخروج من المخيم.

وطالبت الفصائل «بإفساح المجال أمام من يرغب من أبناء الشعب الفلسطيني الموجود في المخيم والحالات الإنسانية والمرضى وأصحاب الاحتياجات الخاصة بالخروج من المخيم» والتعاون مع الجهات المختصة في سورية ووكالة (الأونروا) وتوفير مراكز إيواء وتقديم الرعاية والحماية لهم.

ودعت إلى توجيه لجنة المتابعة المكلفة من فصائل العمل الوطني الفلسطيني بالدخول إلى المخيم لإدارة «حوار مباشر مع جميع المجموعات والفصائل المسلحة للخروج من المخيم» ومع المؤسسات والمنظمات المدنية والأهلية لإنهاء معاناة أبناء الشعب الفلسطيني داخل المخيم وخارجه.

واختتمت الفصائل بيانها بالتأكيد على مواصلة جهودها بصفوف موحدة لرفع المعاناة عن «أبناء شعبنا وضمان استمرارية حيادية موقفهم ودورهم إزاء الأزمة في سورية».

واتهمت «اللجنة الشعبية الفلسطينية في مخيم اليرموك» الأربعاء الماضي المسلحين في المخيم بإجهاض محاولة إخراج الحالات الإنسانية من المسنين والمرضى وطلبة الجامعات، حين أطلقت الرصاص على عناصر الإسعاف واللجنة الشعبية التي تعمل على تنفيذ هذه الخطوة ما أدى إلى إصابة مسعفين حسب بيان وزعته اللجنة.

ومازالت عملية إتمام المبادرة السياسية لإنهاء أزمة المخيم الذي تتمركز فيه مجموعات مسلحة منذ أكثر من عام متعثرة بسبب رفض بعض المجموعات المسلحة الخروج منه بعد أن وافقت باقي المجموعات، الفلسطينية منها خصوصاً، على آلية التنفيذ.

وشهد مخيم اليرموك أمس عقب صلاة الجمعة تظاهرات حاشدة طالبت بتحييد المخيم وخروج المسلحين منه وفك الحصار المفروض عليه مرددين شعارات ضد جميع الفصائل الفلسطينية بحجة أنها لم تتحرك حتى الآن بشكل جدي لإنهاء أزمة المخيم، وذلك وفق ما عرضت صفحات لمخيم اليرموك على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

على خط مواز، حذرت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) من أن مخيم اليرموك للاجئين في سورية يواجه معاناة إنسانية بالغة وصلت لمرحلة المجاعة وانتشار الأمراض.

وقالت الأونروا: إن المعاناة البالغة للمدنيين في مخيم اليرموك تتفاقم باستمرار إذ تردنا تقارير تتحدث عن انتشار أسوأ الأمراض المتعلقة بسوء التغذية وغياب العناية الطبية حتى بالنسبة للذين يصابون في المعارك الدائرة حول المخيم والحوامل ما يؤدي إلى وفاة الكثير من النسوة على وجه الخصوص.

وكشفت الأونروا أنه يعيش الكثير من السكان، بما فيهم الأطفال والرضع، ولوقت طويل، على الخضراوات التالفة وعلف الحيوانات والتوابل المذابة في الماء، مشيرة في الوقت ذاته أن سكان المخيم، من فلسطينيين وسوريين على حد سواء، يعيشون معاناة إنسانية بالغة في ظروف بدائية صعبة، وحثت الأطراف على السماح بوصول إمدادات المواد الإغاثية إلى المخيم.

ووحّدت أكثر من 55 إذاعة محلية فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بثّها الإذاعي تضامناً مع اللاجئين الفلسطينيين بمخيم اليرموك. وفي تصريح لوكالة «الأناضول»، قال الإعلامي الفلسطيني وأحد المنسقين للمبادرة محمود حريبات، إن أكثر من 55 إذاعة محلية فلسطينية وحّدت، صباح اليوم (أمس)، بثها على موجة إذاعة «راية إف إم» التي تبث من رام اللـه، وذلك ضمن «يوم وطني» تم تخصيصه للتضامن مع سكان مخيم اليرموك.

وتطالب الموجة الموحدة، بحسب حريبات، بفتح ممر آمن وبشكل عاجل لإدخال المساعدات والمواد التموينية للسكان في المخيم. ويتضمن البث الإذاعي اتصالات هاتفية من مواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة يعبرون عن مشاركتهم وتضامنهم مع مخيم اليرموك، بالإضافة إلى اتصالات مع عدد من سكان المخيم، بالإضافة إلى مسؤولين فلسطينيين، وكذلك بث مواد تسجيلية عن المخيم.

0 comments: