يعتزم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بزيارة إيران لأول مرة الشهر المقبل ، حيث يحضر قمة حركة عدم الانحياز التي ستعقد فى طهران .
وذكر الدكتور باسم الزبيدى الأستاذ بجامعة برزيت
(لشينخوا) " من الناحية التاريخية ،يعد هذا المنتدى واجتماعاته فائق الأهمية للفلسطينيين خلال الفترة من الثلاثين الى الأربعين سنة الماضية".
وأضاف الزبيدى"لدينا الكثير من المؤيدين فى هذه المنظمة والفلسطينيون لديهم سجل جيد جدا فى حضور اجتماعاتها ".
يذكر أن حركة عدم الانحياز تأسست عام 1961 لتضم البلدان التي رفضت ان تكون جزءا من الانقسام الدولي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة .
وقد دعا نائب وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان الرئيس الفلسطيني محمود عباس نيابة عن الرئيس الإيراني محمود عباس لحضور القمة .
وقوبل قرار عباس بالحضور عقب الرفض السابق لدعوة طهران ، بحذر في إسرائيل .
وذكر مسئول بوزارة الخارجية الاسرئيلية لصحيفة جيروسالم بوست " انه ليس اجتماعا ثنائيا، انه مؤتمر لكتلة عدم الانحياز والتي تضم بلدانا تقيم إسرائيل معها علاقات جيدة ، مثل الهند والبرازيل".
بيد أن د.جوناثان رينولد الأستاذ بجامعة بار إيلان قال ان قرار الموافقة على الدعوة " لسوء الحظ يكشف ان عباس غير جاد فى التخطيط لاى مفاوضات مع اسرائيل فى المستقبل القريب".
ليس تحولا كبيرا
ورغم ذلك حذر الزبيدى ، من المبالغة فى تقييم قرار عباس ، معتبرا ان التواصل مع أحمدي نجاد ليس محاولة للضغط على إسرائيل لاستئناف المفاوضات .
بالإضافة الى ذلك فإن إيران هي واحدة من الداعمين الرئيسيين لحركة حماس ، المنافس الرئيسي لعباس فى السياسة الفلسطينية والتي ينص ميثاقها ويدعو قادتها بانتظام إلى تدمير إسرائيل .
وقال الزبيدى " ان عباس يحاول إلى حد ما توجيه رسالة مفادها انه لا يزال لديه خيارات ، وانه حريص على عملية السلام - ولكنه في الوقت نفسه مستعد لبناء بعض الجسور مع الآخرين الذين يمكن ان ينظر إليها على أنهم من مفسدي عملية السلام ، مثل إيران".
وكان عباس قد أبلغ القناة 2 بالتلفزيون الاسرائيلى يوم الأحد بأنه يريد أن تفرج إسرائيل عن 123 سجينا فلسطينيا قبل استئناف المفاوضات وهو اقتراح أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن بعض الاستعداد للموافقة عليه.
بيد أنه رغم هذه الايجابيات فإن عباس يعلق استئناف المفاوضات على إعادة تجميد بناء المستوطنات وهو ما رفضته إسرائيل حتى الآن.
السعي إلى الحصول على عضوية الأمم المتحدة
وفى ظل غياب المفاوضات حاول عباس اللجوء إلى الأمم المتحدة من اجل تحقيق هدفه في دولة مستقلة . وفى سبتمبر2011 طلب عباس من الأمم المتحدة رفع وضع ممثل الشعب الفلسطيني في المنظمة الدولية والاعتراف بهم كدولة مستقلة .وقال الزبيدى ان عباس ربما يعد لمحاولة جديدة وربما سيستخدم الزيارة كخطوة أولى .
وأضاف الزيبدى" إنها رسالة ضمنية إلى الولايات المتحدة ، علما بأنها تلعب دورا محبطا للغاية في الآونة الأخيرة ، وتعرقل كل محاولة فلسطينية فى الأمم المتحدة ".
ورغم فشل المحاولة فى نهاية المطاف فإن دعم دول حركة عدم الانحياز لعب دورا مهما كداعم للمحاولة ، وإذا كان عباس يعتزم المحاولة مرة أخرى فإن الاجتماع الذي سيعقد في طهران سيقدم فرصة لتقييم مدى الدعم الذي سيحصل عليه عباس من الحركة . ومع ذلك فإن دعم الحركة لم يكن كافيا للتغلب على عقبتين :الأولى انه من اجل الحصول على اعتراف بالفلسطينيين كدولة مستقلة فان عباس فى حاجة ان يجتاز مجلس الأمن الدولي الذي تمتلك فيه الولايات المتحدة حق الفيتو كعضو دائم فيه ، وسبق أن قالت واشنطن انها ستستخدمه اذا تم التصويت على القرار ، كما ذكر الزبيدى.
والأمر الثاني للاعتراف بالدولة على أنها ذات سيادة فإنها بحاجة إلى حكومة واحدة تسيطر على كل أراضيها.زمن المعروف ان عباس يسيطر على الضفة الغربية بينما تسيطر حماس على غزة.
لا مفاوضات جديدة
وقال رينولد انه في حين أن الذهاب إلى إيران لا يعنى بالضرورة أن عباس يخطط لمحاولة جديدة من جانب واحد فى الأمم المتحدة، فان ذلك لا يعنى أيضا انه لن يتحدث إلى إسرائيل في اى وقت قريب". وضاف ان الزيارة ليست إشارة إلى أن عباس ليس ملتزما بالمفاوضات. وفى مايو انضم حزب كاديما الذي يمثل الوسط الى الحكومة الإسرائيلية ودعا زعيمه شاؤول موفاز إلى استئناف المفاوضات،وكان من المزمع عقد اجتماع بين عباس وموفاز ولكن عباس تراجع فى اللحظة الأخيرة.
وكالة أنباء شينخوا (Xinhua) وكالة الأنباء الصينية الرسمية
0 comments: