أوتشا: 73 عملية دهم وتفتيش في الضفة الغربية من بينها مكاتب 3 منظمات غير حكومية


وصف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالامم المتحدة في تقرير حماية المدنيين, عملية دهم وتفتيش مكاتب 3 منظمات غير حكومية ومصادرة بعض محتوياتها بالأمر المثير للقلق بشكل خاص. كما أشار إلى أن 73 عملية تفتيش واعتقال نفذتها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية أدت إلى إصابة 25 فلسطينيا وإلحاق أضرار بالممتلكات.
 


وقعت معظم الإصابات التي سُجلت في صفوف الفلسطينيين هذا الأسبوع خلال اشتباكات اندلعت في سياق عمليات التفتيش والاعتقال. وإجمالا، نُفذت 73 عملية تفتيش واعتقال، وهو ما يمثل انخفاضا طفيفا مقارنة بالمعدل الأسبوعي السائد منذ بداية عام 2012 (80).

ووقع ثلثا الإصابات المسجلة هذا الأسبوع (23 من 33) في 6 كانون الأول/ديسمبر خلال اشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في سياق عملية تفتيش واعتقال نُفذت في المنطقة التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية في البلدة القديمة في الخليل (الخليل 1). وأشعلت عملية عسكرية أخرى في قرية نعلين (رام الله) نفذت في 11 كانون الأول/ديسمبر اشتباكات أسفرت عن إصابة فلسطينيان (أحدهما أصيب في رأسه برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط، والآخر أصيب بأعيرة حيّة). إضافة إلى ذلك، دهمت القوات الإسرائيلية ما يقرب من 40 منزلا في قرية برقة (نابلس) مما أدى إلى إلحاق أضرار بالممتلكات.

وممايثير القلق على وجه الخصوص هذا الأسبوع مداهمة القوات الإسرائيلية لمكاتب ثلاث منظمات غير حكومية فلسطينية في 11 كانون الثاني/ديسمبر (وهي مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، وشبكة المنظمات غير الحكومية الفلسطينية، واتحاد لجان المرأة الفلسطينية) حيث صودرت خلالها حواسيب ومعدات للتصوير والفيديو ومعدات مكتبية. وأفادت منظمتان من بين المنظمات أنّ أبواب مكاتبها كسرت وتمّ تفتيش ملفاتها ونثرها، وأفادت منظمة ثالثة أنّ أموالا سرقت منها.

وفي 7 تشرين الأول/ديسمبر اشتبك فلسطينيون مع قوات إسرائيلية عند مدخل قرية بيت أمر المؤدي إلى شارع 60. وأسفر ذلك عن إصابة ثلاثة فلسطينيين بأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط. وفي الحادث ذاته أصيبت مستوطنة إسرائيلية كانت مسافرة بسيارتها على هذا الشارع جراء رشق فلسطينيين سيارتها بالحجارة.

وأبلغ عن وقوع اشتباكات وإصابات أخرى خلال المظاهرات الأسبوعية: في النبي صالح (رام الله) ضد توسيع مستوطنة حلميش (أصيب 4 فلسطينيين)، وفي كفر قدوم (قلقيلية) ضد إغلاق مدخل القرية الرئيسي (أصيب ثلاثة جنود إسرائيليين)، وفي البلدة القديمة في القدس تضامنا مع أسيرين فلسطينيين ينفذان إضرابا عن الطعام لأكثر من 100 يوم (أصيب فتى يبلغ من العمر 16 عاما).

سجل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية هذا الأسبوع هجمتان نفذهما مستوطنون أسفرتا عن إصابة فلسطينيين اثنين. في إحدى هذه الحوادث اعتدى مستوطنون إسرائيليون جسديا على مزارع أثناء قطفه أشجار زيتونه بالقرب من مستوطنة يتسهار (نابلس). وتضمنت حوادث أخرى وقعت خلال الفترة التي شملها التقرير تخويف المزارعين على يد مستوطنين من مستوطنة يتسهار. وفي الحادث الثاني الذي وقع في 10 كانون الأول/ديسمبر رشق مستوطنون إسرائيليون الحجارة باتجاه سيارات تحمل لوحات ترخيص فلسطينية كانت مسافرة بالقرب من مستوطنة إفراتا في بيت لحم مما أدى إلى إصابة امرأة فلسطينية. وبالإضافة إلى ذلك جرف مستوطنون من البؤرة الاستيطانية متسبيه يائير 300 دونم من الأراضي في محاولة للاستيلاء عليها. ويدعي فلسطينيون من قرية أم العرايس في جنوب الخليل ملكيتهم للأرض.

كما هدمت السلطات الإسرائيلية هذا الأسبوع مبنى سكنيا واحدا مكونا من شقتين في حي الطور في القدس الشرقية بحجة عدم حصوله على ترخيص للبناء. ونتيجة لذلك هجرت عائلتان مكونتان من 11 فردا، من بينهم سبعة أطفال. إضافة إلى ذلك سلمت السلطات الإسرائيلية أوامر هدم ضد أربعة مساكن في القدس الشرقية وآخر في الخليل.

ورفضت المحكمة المركزية في القدس استئنافا قدم بالنيابة عن عائلة فلسطينية (مكونة من 10 أفراد من بينهم أربعة أطفال) ضد طردهم من منزلهم في حي الشيخ جراح بحجة أنهم فقدوا وضعهم كمستأجرين محميين. ويقدر أن ّما يقرب من 170 شخصا في منطقة أم هارون في الشيخ جراح يعانون من ظروف مشابهة.

وبالرغم من عدم تنفيذ أي عملية هدم في المنطقة (ج) خلال هذا الأسبوع، أجبرت ست عائلات فلسطينية (34 شخصا) في مجمّع حمصة في غور الأردن على مغادرة منازلهم لمدة ست ساعات يوميا لمدة يومين لإتاحة المجال لإجراء تدريب عسكري إسرائيلي. يعيش في هذه المناطق ما يقرب من 5,000 فلسطيني في 38 مجمّعا تقع في "مناطق إطلاق النار" الكثير منهم كانوا يعيشون في هذه المنطقة قبل الإعلان عنها منطقة عسكرية. ويعتبر هؤلاء السكان من أكثر الشرائح ضعفا ويتهددهم خطر التهجير المتواصل.

وفي قطاع غزة, استمر سريان مفعول اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه ما بين إسرائيل وحماس، إذ لم يبلغ عن إطلاق صواريخ أو غارات جوية أو عمليات توغل. بالرغم من ذلك أصيب في حادث وقع في 9 كانون الأول/ديسمبر فلسطيني جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار عليه أثناء جمعه للخردة المعدنية بالقرب من السياج الذي يفصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

وأشار الجيش الإسرائيلي أنّه بالرغم من تقييد الوصول إلى المناطق التي تقع في نطاق مسافة 300 متر من السياج، إلا أنّه يُسمح للمزارعين الوصول إلى المنطقة التي تقع في نطاق مسافة 100 متر من السياج بعد التنسيق مع الجيش الإسرائيلي مسبقا. وحتى هذا التاريخ لم يتمّ وضع إجراءات محددة للتنسيق. واستمر هذا الأسبوع السماح بوصول صيادي الأسماك الفلسطينيين إلى مناطق تبعد عن الشاطئ ستة أميال بحرية (بعد أن كانت ثلاثة أميال بحرية فقط قبل اتفاق إطلاق النار) دون الإبلاغ عن وقوع حوادث.

في 10 كانون الأول/ديسمبر سُمح ضمن برنامج نظمته اللجنة الدولية للصليب الأحمر لما يقرب من 44 فلسطينيا من غزة بالدخول إلى إسرائيل لزيارة أقاربهم في السجون الإسرائيلية. وتعتبر هذه ثاني زيارة تنظم منذ فرض الحصار في غزة حزيران/يونيو 2007. ونُظمت الزيارة الأولى في تموز/يوليو من هذا العام ضمن اتفاق أنهى إضرابا طويلا عن الطعام نفذه بعض الأسرى الفلسطينيين. وتفيد اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها ستستمر في برنامج الزيارات لعائلات الأسرى.

وخلال الفترة التي شملها التقرير، استمرت محطة توليد كهرباء غزة العمل بنصف قدرتها التشغيلية تقريبا (منتجة 60 من 120 ميغاوط من الكهرباء) نتيجة لنقص الوقود. ولم يدخل عبر الأنفاق سوى ما يزيد قليلا عن 50 بالمائة من كمية الوقود التي تحتاجها (3.5 مليون لتر) بالإضافة إلى كمية محدودة من الوقود الذي تبرعت به قطر أدخلت إلى قطاع غزة عبر المعابر مع إسرائيل. واستؤنفت نشاطات الأنفاق وارتفعت تدريجيا حيث وصلت نسبتها إلى 80 بالمائة مقارنة بمستوى نشاطها قبل التصعيد الأخير في الأعمال العدائية. ونتيجة لذلك ما زالت فترات انقطاع الكهرباء تبلغ ثمانية ساعات يوميا مما يؤدي إلى تشويش الحياة اليومية وتعطيل تقديم الخدمات الأساسية.



0 comments: