قال ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، والرئيس السابق لمجلس التخطيط الاستراتيجي في وزارة الخارجية الأميركية (إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الأولى) "إنه ليس صحيحاً ما يقال عن مركزية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في البعد الاستراتيجي الأميركي على المدى الطويل"، مشيرا الى "ان مدى تأثير ذلك (حل الصراع) على التطورات المتوقعة في منطقة الشرق الأوسط أمر مبالغ به كثيرا".
وشرح هاس الذي يعتبر من أكثر الشخصيات تأثيراً على "التفكير النخبوي للسياسة الخارجية الأميركية" هذا الموقف في معرض رده على سؤال لـ صحيفة القدس حول ادعائه أن الأولوية الأميركية الآن في المنطقة تركز على إيران وسوريا وان ملف السلام الفلسطيني الإسرائيلي تراجع كثيرا رغم كثرة الحركة ، حيث قال "ليس هناك أفق لحل هذه المعضلة المزمنة، خاصة إذا ما نظرنا إلى تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية فسوف نكتشف أنها ليست حكومة سلام، وهي ماضية في مشاريعها بغض النظر عن الاعتراضات الأميركية العرضية بين الحين والآخر، وذلك لأسباب عديدة منها غياب الاهتمام الحقيقي للإسرائيليين في تحقيق السلام وانشغالهم بقضاياهم الداخلية، وأثر اليمين والاستيطان في إسرائيل، وتفكك الفلسطينيين، وانشغال المنطقة بقضايا أخرى أكثر التهاباً".
وأضاف هاس في إطار رده على صحيفة القدس: "أنا لا أقول أن حل هذا الصراع المزمن ليس مهماً ولكنني أقول أنه ليس صحيحاً ما يدعيه البعض بشأن مركزية هذا الحل ضمن الإستراتيجية الأمنية الأميركية الكبرى في المنطقة وفي العالم".
وتابع "لو توصلنا إلى حل وكان هناك سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، فأنني أعتقد أن أثر ذلك على برنامج إيران النووي أو على الحرب الأهلية السورية أو على طبيعة العلاقات المصرية الإسرائيلية على سبيل المثال سيكون ضئيلاً جداً".
واعتبر هاس أن الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الاميركية جون كيري حالياً لإنعاش عملية السلام واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل "ستذهب سدى لأن معطيات الواقع (على الأرض) تتناقض مع التمنيات الأميركية في إنهاء الصراع على أساس قيام حل الدولتين وفق أطر الخطاب العام".
وكان هاس يتحدث خلال جلسة نظمها معهد (بروكينجز) بواشنطن لمناقشة كتابه الجديد "السياسة الخارجية تبدأ في الوطن: أولوية القضية لترميم البيت الأميركي" بمشاركة كل من : كبير باحثي المعهد روبرت كاجن، الذي يعتبر زعيم دعاة التدخل الأميركي المباشر في العالم، ونائب رئيس المعهد مارتن إنديك الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة لدى إسرائيل في عهد الرئيس الاسبق بيل كلينتون.
ويدعي هاس في كتابه الذي أثار كثيراً من الجدل واتهامات بالنزعة "الانعزالية" أنه "الأوان قد آن للولايات المتحدة لفك الارتباط والابتعاد عن عين العاصفة خاصة من منطقة الشرق الأوسط، وتركيز اهتمامها على أرض الوطن الذي يعاني من تآكل البنية التحتية في طرقنا وجسورنا ومصانعنا وقطارتنا وأنظمة المجاري والمياه والكهرباء، وأهم شيء، التعليم بين الصف الأول والصف الثاني عشر، رغم أن لدينا أفضل جامعات وأنظمة بحثية في العالم".
وأثار حديث هاس حفيظة مناظريه اللذان اتهماه بالدعوة إلى التخلي عن الزعامة الأميركية للعالم "وفتح المجال أمام قوى أخرى مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل وغيرها". إلا أن هاس رد واثقاً "لن يتمكن أحد من قيادة العالم بدلاً عنا؛ نحن القوة الأعظم فكرياً وعسكرياً واقتصادياً وتأثيراً ، وكل ما أدعو إليه هو الابتعاد قليلا عن هوس التدخل الأميركي في كل مكان، خاصة وأن نتائج هذا التدخل كانت كارثية في العراق وأفغانستان حيث وقعنا في حروب لانهائية، كما أدعو في المقابل إلى التركيز على بنانا التحتية".
وحذر هاس من مغبة التدخل في سوريا كما يدعو البعض مع التعبير عن اعتقاده أنه قد يصعب على الولايات المتحدة البقاء خارج التدخل المباشر في سوريا بسبب المأساة الإنسانية التي تنفرد على الأرض.
كما ندد بالداعين الى التدخل العسكري في إيران، مكرراً أن إيران لا تشكل خطراً لا على الولايات المتحدة ولا على إسرائيل ولا حتى على دول الخليج العربي.
وقال "إن الولايات المتحدة قبلت بباكستان النووية، التي تنتج عشرات القنابل النووية وهي الدولة شبه الفاشلة؛ الدولة التي تغض الطرف عن سيطرت الحركات الإرهابية والمتطرفة على مساحات شاسعة من أراضيها".
ودعا هاس الولايات المتحدة الى التركيز على ترتيب شؤون سياستها الخارجية على الشرق، خاصة الصين والهند إلى جانب الدولتين الأخريين في أميركا الشمالية، كندا والمكسيك "حيث أن بإمكاننا نحن الثلاثة مجتمعين الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة بما يعطينا متسعاً في المجالات الأخرى ويعزز تعافينا الاقتصادي".
وشرح هاس الذي يعتبر من أكثر الشخصيات تأثيراً على "التفكير النخبوي للسياسة الخارجية الأميركية" هذا الموقف في معرض رده على سؤال لـ صحيفة القدس حول ادعائه أن الأولوية الأميركية الآن في المنطقة تركز على إيران وسوريا وان ملف السلام الفلسطيني الإسرائيلي تراجع كثيرا رغم كثرة الحركة ، حيث قال "ليس هناك أفق لحل هذه المعضلة المزمنة، خاصة إذا ما نظرنا إلى تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية فسوف نكتشف أنها ليست حكومة سلام، وهي ماضية في مشاريعها بغض النظر عن الاعتراضات الأميركية العرضية بين الحين والآخر، وذلك لأسباب عديدة منها غياب الاهتمام الحقيقي للإسرائيليين في تحقيق السلام وانشغالهم بقضاياهم الداخلية، وأثر اليمين والاستيطان في إسرائيل، وتفكك الفلسطينيين، وانشغال المنطقة بقضايا أخرى أكثر التهاباً".
وأضاف هاس في إطار رده على صحيفة القدس: "أنا لا أقول أن حل هذا الصراع المزمن ليس مهماً ولكنني أقول أنه ليس صحيحاً ما يدعيه البعض بشأن مركزية هذا الحل ضمن الإستراتيجية الأمنية الأميركية الكبرى في المنطقة وفي العالم".
وتابع "لو توصلنا إلى حل وكان هناك سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، فأنني أعتقد أن أثر ذلك على برنامج إيران النووي أو على الحرب الأهلية السورية أو على طبيعة العلاقات المصرية الإسرائيلية على سبيل المثال سيكون ضئيلاً جداً".
واعتبر هاس أن الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الاميركية جون كيري حالياً لإنعاش عملية السلام واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل "ستذهب سدى لأن معطيات الواقع (على الأرض) تتناقض مع التمنيات الأميركية في إنهاء الصراع على أساس قيام حل الدولتين وفق أطر الخطاب العام".
وكان هاس يتحدث خلال جلسة نظمها معهد (بروكينجز) بواشنطن لمناقشة كتابه الجديد "السياسة الخارجية تبدأ في الوطن: أولوية القضية لترميم البيت الأميركي" بمشاركة كل من : كبير باحثي المعهد روبرت كاجن، الذي يعتبر زعيم دعاة التدخل الأميركي المباشر في العالم، ونائب رئيس المعهد مارتن إنديك الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة لدى إسرائيل في عهد الرئيس الاسبق بيل كلينتون.
ويدعي هاس في كتابه الذي أثار كثيراً من الجدل واتهامات بالنزعة "الانعزالية" أنه "الأوان قد آن للولايات المتحدة لفك الارتباط والابتعاد عن عين العاصفة خاصة من منطقة الشرق الأوسط، وتركيز اهتمامها على أرض الوطن الذي يعاني من تآكل البنية التحتية في طرقنا وجسورنا ومصانعنا وقطارتنا وأنظمة المجاري والمياه والكهرباء، وأهم شيء، التعليم بين الصف الأول والصف الثاني عشر، رغم أن لدينا أفضل جامعات وأنظمة بحثية في العالم".
وأثار حديث هاس حفيظة مناظريه اللذان اتهماه بالدعوة إلى التخلي عن الزعامة الأميركية للعالم "وفتح المجال أمام قوى أخرى مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل وغيرها". إلا أن هاس رد واثقاً "لن يتمكن أحد من قيادة العالم بدلاً عنا؛ نحن القوة الأعظم فكرياً وعسكرياً واقتصادياً وتأثيراً ، وكل ما أدعو إليه هو الابتعاد قليلا عن هوس التدخل الأميركي في كل مكان، خاصة وأن نتائج هذا التدخل كانت كارثية في العراق وأفغانستان حيث وقعنا في حروب لانهائية، كما أدعو في المقابل إلى التركيز على بنانا التحتية".
وحذر هاس من مغبة التدخل في سوريا كما يدعو البعض مع التعبير عن اعتقاده أنه قد يصعب على الولايات المتحدة البقاء خارج التدخل المباشر في سوريا بسبب المأساة الإنسانية التي تنفرد على الأرض.
كما ندد بالداعين الى التدخل العسكري في إيران، مكرراً أن إيران لا تشكل خطراً لا على الولايات المتحدة ولا على إسرائيل ولا حتى على دول الخليج العربي.
وقال "إن الولايات المتحدة قبلت بباكستان النووية، التي تنتج عشرات القنابل النووية وهي الدولة شبه الفاشلة؛ الدولة التي تغض الطرف عن سيطرت الحركات الإرهابية والمتطرفة على مساحات شاسعة من أراضيها".
ودعا هاس الولايات المتحدة الى التركيز على ترتيب شؤون سياستها الخارجية على الشرق، خاصة الصين والهند إلى جانب الدولتين الأخريين في أميركا الشمالية، كندا والمكسيك "حيث أن بإمكاننا نحن الثلاثة مجتمعين الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة بما يعطينا متسعاً في المجالات الأخرى ويعزز تعافينا الاقتصادي".
0 comments: