الاعلان عن تهدئة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل بعد 3 ايام من التصعيد في غزة

اعلن الفلسطينيون مساء أمس الأربعاء / 20 يونيو الحالي/عن التوصل إلى تفاهمات مع إسرائيل بوساطة مصرية لوقف التصعيد المتبادل بينهما منذ الاثنين الماضي في قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد 9 فلسطينيين وجرح 15 آخرين.

وقال مصدر فلسطيني قريب من حركة المقاومة الاسلامية

(حماس) لوكالة انباء (شينخوا) إن تفاهما جرى التوصل إليه برعاية مصرية بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لاستعادة حالة التهدئة في قطاع غزة ابتداء من منتصف ليل الأربعاء/الخميس بشكل متبادل.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس أبلغت مسؤولي جهاز المخابرات المصرية قبولها باستعادة التهدئة شرط أن يتم ذلك بشكل متبادل.

وأوضح أن إسرائيل أكدت بدورها للوسيط المصري على عدم رغبتها في التصعيد وأنها ستوقف غاراتها الجوية على القطاع في حال التوقف كليا عن إطلاق القذائف الصاروخية على جنوب أراضيها، على أن يدخل سريان هذه التفاهمات عند منتصف الليلة.

وذكر أن حالة ترقب تسود لدى الجانبين لمراقبة الأوضاع على الأرض والتزام كل طرف بهذه التفاهمات، مرجحا أن يلتزم الجانبان بوقف التوتر الحاصل في غزة لرغبتهما في تفادي المزيد من التصعيد.

ولم تعقب مصادر إسرائيلية على تلك التفاهمات، بيد أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أعلنت في بيان، أنها والفصائل الفلسطينية ستلتزم استجابة لجهود مصرية "بوقف هذه الجولة من المواجهة" مع إسرائيل ما التزمت الأخيرة بوقف التصعيد العسكري.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة في وقت سابق اليوم لـ(شينخوا)، إن اتصالات مصرية بدأت خلال الساعات الأخيرة في محاولة لتطويق التصعيد الحاصل في محيط قطاع غزة واستئناف العمل بتفاهمات التهدئة.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قصف بصاروخين على الأقل، قبل إعلان كتائب القسام عن التزامها بوقف التصعيد، موقع الإدارة المدنية التابع لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، ما أسفر عن إصابة طفلين بجروح طفيفة نقلا على أثرها إلى مستشفى (كمال عدوان) لتلقي العلاج.

كما قصف الطيران الحربي الاسرائيلي بصاروخ واحد على الأقل موقعا لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما ادى الى إحداث أضرار مادية في المنازل المجاورة من دون وقوع إصابات.

وسقطت كذلك قذيفة مدفعية شرق المقبرة الشرقية الواقعة شرق مدينة غزة، دون وقوع إصابات بين المدنيين.

وقتل اليوم طفل يدعى مأمون الأضم (14 عاما)، وأصيب والده وسيدتان بجروح إثر استهدافهم بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية على أرض زراعية في محيط كلية (المجتمع) في حي تل الهوى جنوبي مدينة غزة.

ونقل الشهيد جثة هامدة إلى مجمع الشفاء الطبي في غزة، فيما وصفت حالة والده بالحرجة، وحالتا السيدتين بالمتوسطة.

وقتل كذلك ناشط يدعى غالب رميلات (21 عاما) واصيب آخر بجروح جراء استهدافهما في غارة إسرائيلية بينما كانا يستقلان دراجة نارية غربي مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.

وقال مسعفون إنه جرى نقل جثة القتيل أشلاء متقطعة إلى مستشفى (أبو يوسف) النجار في رفح، فيما وصفت حالة الجريح بالمتوسطة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت الشخص المصاب ويدعى محمد رشوان بتهمة ضلوعه في الهجوم الذي وقع أول أمس الاثنين على الحدود المصرية، مشيرة إلى أنه ينتمى لجماعة (التوحيد والجهاد) المنبثقة عن تنظيم الجهاد العالمي.

واتهم متحدث باسم الجيش في بيان، رشوان بالضلوع في عمليات تهريب وسائل قتالية إلى قطاع غزة وإطلاق قذائف صاروخية باتجاه جنوب إسرائيل، إلى جانب مشاركته في حوادث قنص ضد أهداف إسرائيلية.

وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية أعلنت أنها تستبعد وجود علاقة للجماعات المسلحة في قطاع غزة بحادثة تبادل إطلاق النار التي وقعت على الحدود مع مصر وأسفرت عن مقتل عامل إسرائيلي واثنين من المهاجمين.

وتسببت الحادثة باندلاع التوتر في غزة التي نفت الفصائل المسلحة فيها علاقتها بالهجوم على الحدود مع مصر.

وواصلت الفصائل المسلحة خاصة كتائب القسام إطلاق قذائف صاروخية على مواقع عسكرية وبلدات إسرائيلية محاذية للقطاع.

وأعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن إطلاق 9 قذائف صاروخية على موقعي (إسناد صوفا) و(كرم أبو سالم) العسكريين شرق مدينة، وموقع (إسناد صوفا) بستة صواريخ عيار (107).

وفي وقت لاحق أعلنت الكتائب مسؤوليتها عن قصف موقع (كيسوفيم) العسكري بتسع قذائف أخرى.

وجاء إعلان الجناح المسلح لحماس عن تبني إطلاق صواريخ تجاه اهداف إسرائيلية بعد 14 شهرا من التزام الحركة بتفاهمات التهدئة السائدة مع إسرائيل.

واعتبرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم، أن مبادرة حماس لإطلاق صواريخ يأتي تعبيرا عن غضبها من "نقض" إسرائيل لقواعد التهدئة وهجومها على قطاع غزة رغم عدم علاقتها بالهجوم على الحدود مع مصر.

وبجانب كتائب القسام، أعلنت عدة جماعات مسلحة بينها لجان المقاومة الشعبية مسؤوليتها عن إطلاق قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 55 صاروخا فلسطينيا انطلق من قطاع غزة سقطت في مواقع إسرائيلية في محيط القطاع منذ منتصف الليلة الماضية، ما يرفع العدد إلى 90 منذ بداية التوتر.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي الليلة الماضية ثلاث غارات استهدفت منزلا سكنيا في حي الزيتون شرقي غزة، وموقعا للشرطة البحرية التابعة للحكومة المقالة في شمال المدينة.

فيما استهدفت الغارة الثالثة موقع تدريب يتبع لكتائب القسام غربي مدينة رفح أقصى جنوب القطاع.

ولم يبلغ عن وقوع إصابات جراء الغارات الثلاثة لكنها خلفت أضرارا مادية كبيرة.

وقبل تلك الغارات الثلاثة كانت حصيلة القتلى الفلسطينيين جراء التوتر الحاصل في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لليوم الثالث على التوالي سبعة، إضافة إلى جرح أكثر من عشرة آخرين.

وكان تسعة من أفراد وحدة (حرس الحدود) الإسرائيلية أصيبوا مساء أمس الثلاثاء بجروح نتيجة سقوط قذيفة صاروخية جنوبي مدينة عسقلان، حيث وصفت حالة أحدهم بالخطيرة.

وتوعد الجيش الإسرائيلي في بيان، بالرد بـ"صرامة" على أي محاولة لإلحاق الأذى والضرر بمواطني إسرائيل، محملا حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ خمسة أعوام المسؤولية عن التصعيد الحاصل في القطاع.

وكانت القيادة الفلسطينية طالبت الإدارة الأمريكية في وقت سابق اليوم، بالتحرك لإلزام إسرائيل بوقف تصعيدها العسكري.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لإذاعة ((صوت فلسطين)) الرسمية من واشنطن التي يلتقي فيها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، "إن التصعيد الإسرائيلي في غزة غير مبرر ومدان ومستنكر".

واتهم عريقات إسرائيل، بـ"ارتكاب مجازر غير مبررة بحق سكان قطاع غزة"، مشيرا إلى أنه سيطالب كلينتون بضرورة التدخل الأمريكي لوقفه بشكل فوري.

ويعود آخر توتر شهده قطاع غزة إلى منتصف مارس الماضي عقب اغتيال إسرائيل الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي ومساعده محمود الحنني، وأسفر في حينه عن مقتل 26 فلسطينيا وجرح 80 آخرين، وإطلاق عشرات القذائف من القطاع تجاه إسرائيل.

واستمر هذا التصعيد أربعة أيام قبل أن يعلن مسؤولون مصريون وآخرون من حركة حماس التي لم تتدخل حينها في أعمال العنف، عن التوصل إلى اتفاق لتثبيت التهدئة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل في قطاع غزة.

0 comments: