أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بالتعاون مع منظمات العمل الإنساني على الحاجة إلى المزيد من الاستثمار في مجال تقليص خطر الكوارث، والجهوزية وقدرات الاستجابة في دولة فلسطين. كما أصدرت أوتشا تقريراً عن الوضع في أعقاب العاصفة الجوية التي ضربت الأرض الفلسطينية المحتلة بين 7 و10 يناير الشهر الحالي والتي أدت إلى تضرر 12,000 شخص نتيجة خسائر أو أضرار لحقت بالمساكن ومصادر كسب الرزق بسبب الفيضان والرياح القوية.
وكان أبرز ما ورد في التقرير، إلى جانب استخدام المنظمة لتعبير "دولة فلسطين"،
أن العاصفة الجوية تسببت في تهجير 650 فلسطينيا بشكل مؤقت وتضررت 200 منزل بشكل فادح أو دمرت بالكامل.
أن العاصفة الجوية تسببت في تهجير 650 فلسطينيا بشكل مؤقت وتضررت 200 منزل بشكل فادح أو دمرت بالكامل.
وأكد التقرير أن العاصفة جاءت في الوقت الذي تعاني فيه التجمعات السكانية الفلسطينية من حالة ضعف عام نتيجة القيود المفروضة على التنقل والوصول والتخطيط.
إلى جانب ذلك حمل التقرير السلطات الاسرائيلية المسؤولية عن الفيضانات في بعض المناطق نتيجة الجدار في منطقتي مدينتي قلقيلية وطولكرم شمالي الضفة الغربية، وكفر عقب في القدس الشرقية، إذ تعرضت للفيضان بسبب إغلاق أنظمة تصريف المياه. وحدث وضع مماثل في البلدة القديمة بالخليل بسبب عشرات من عوائق الطرق التي أقامها الجيش الاسرائيلي والتي أعاقت تصريف مياه الأمطار.
وفي تفاصيل التقرير جاء فيه، ضربت عاصفة شتوية، من بين أقوى العواصف التي تم تسجيلها خلال العقود الأخيرة، الأرض الفلسطينية المحتلة، بين يومي 7 و16 كانون الثاني/ يناير. وتميزت العاصفة بهبوب رياح قوية، وهطول أمطار غزيرة مع انخفاض درجات الحرارة وتساقط ثلوج. وشهدت الـ 48 ساعة الأولى أمطارا متواصلة وصلت كمياتها أكثر من 260 ملليمترا في بعض مناطق شمالي الضفة الغربية، وعلى وجه العموم، فقد هطل في هذين اليومين أكثر من 40 بالمائة من معدل الأمطار الموسمي. وبلغت مياه معظم الجداول والأنهار الحد الأقصى وفاضت بعضها. وفي ظل البنية التحية الهشة للمجاري والصرف الصحي في كثير من مناطق الأرض الفلسطينية المحتلة، أدت الأمطار الغزيرة إلى فيضانات غير مسبوقة. وسادت خلال اليومين الأخيرين من العاصفة درجات حرارة أقل من المعدل وتساقطت ثلوج كثيفة (بلغ ارتفاعها 20 سنتيمترا) في المرتفعات التي تزيد عن 700 متر .
وتشير التقارير الميدانية الأولية إلى أن حوالي 12,500 شخص في حوالي 190 تجمعا سكانيا في الضفة الغربية وقطاع غزة تأثروا بشكل مباشر بالعاصفة. وشملت الخسائر البشرية الفلسطينية ثلاثة أشخاص غرقوا وتوفي آخر نتيجة إصابته بحروق في شمال الضفة الغربية، وقتل شخص واحد على الأقل في قطاع غزة وجرح ثلاثة آخرون في انهيارات أنفاق نتيجة الأمطار الغزيرة. وبالإضافة لذلك، فقد أصيب أكثر من 20 شخصا في أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة نتيجة لحوادث لها علاقة بالطقس. وهجر ما يقرب 650 شخصا بشكل مؤقت، رغم أن بعضهم تمكن من العودة إلى بيته بعد انتهاء العاصفة مباشرة.
وتتمثل التأثيرات السلبية بشكل رئيسي في خسارة، أو حدوث أضرار، بالمساكن والبنية التحتية الزراعية والأصول (بما في ذلك الدفيئات، وحظائر الحيوانات، والمواشي والمحاصيل الحقلية) بسبب الفيضان والرياح القوية. وبالإضافة لذلك، أدت الأحوال الجوية القاسية أيضا إلى انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وعرقلة الوصول للخدمات بسبب الفيضان على الطرق، وتعليق الدراسة في المدارس.
وفي شمال الضفة الغربية، كان من بين السكان الأكثر تضررا سكان مناطق المدن في محافظتي طولكرم وقلقيلية والمزارعون. وفي غور الأردن، والمناطق الوسطى والجنوبية من الضفة الغربية كان البدو والتجمعات السكانية الرعوية الأكثر تضررا، وأفادوا عن خسائر جسيمة في الممتلكات، بالإضافة إلى تهجير بعض الأسر. وفي قطاع غزة، سجلت أعلى أضرار في المساكن في منطقة رفح ، والسبب الرئيسي لذلك هو الفيضانات، وتضررت بيوت كثيرة في مدينة غزة نتيجة للرياح القوية. كما أفيد عن تدمير أعداد كبيرة من الدفيئات الزراعية، خصوصا في شمالي الضفة الغربية وقطاع غزة، ونفقت الآلاف من الكتاكيت بسبب تدني درجة الحرارة وغرق الحظائر.
وبالنسبة للعديد من الناس، فقد فاقمت العاصفة من حالة الضعف القائمة ، والناتجة عن سياسات التقييد المفروضة على التجمعات السكانية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
- أسهم غياب التخطيط الملائم وعدم القدرة على الحصول على رخص البناء في الحالة المتداعية للإسكان وحظائر المواشي في كثير من التجمعات الرعوية في مناطق ج بالضفة الغربية، وزاد من تعقيد التأثيرات المناخية.
- مناطق المدن المحاطة جزئيا بالجدار (المبني من جدران الباطون) مثل مدينتي قلقيلية وطولكرم شمالي الضفة الغربية، وكفر عقب في القدس الشرقية، تعرضت للفيضان بسبب إغلاق أنظمة تصريف المياه. وحدث وضع مماثل في البلدة القديمة بالخليل بسبب عشرات من عوائق الطرق التي أقامها الجيش الاسرائيلي والتي أعاقت تصريف مياه الأمطار.
- عُزلت عدة قرى مثل كفر قدوم في قلقيلية، مؤقتا،بعد أن أغرق الفيضان طريق الوصول الوحيد المتاح للاستخدام (نتيجة للقيود على حركة الوصول التي فرضها الجيش الاسرائيلي).
- وبمرور الوقت نتج عن الحصار طويل الأمد الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة تدهور في نوعية الإسكان والبنية التحتية الأساسية (مثل أنظمة تصريف المياه) والتي لم تكن قادرة على تحمل الأمطار الغزيرة والرياح.
- وزادت الأمطار الغزيرة من الخطورة على حياة العمال في الأنفاق، التي هي نتيجة أخرى من نتائج الحصار على غزة، فقد انهار نفقان، ونجم عن ذلك مقتل عامل واحد، وأفيد حتى الآن عن فقد اثنين وجرح ثلاثة آخرين.
قامت فرق الدفاع الوطني الفلسطينية ( بشكل رئيسي عمليات البحث والإنقاذ) وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بتنفيذ معظم التدخلات المتعلقة بالاستجابة العاجلة ، وذلك بالتنسيق مع مكاتب المحافظات المختلفة. ومع اتضاح مدى التأثيرات السلبية للعاصفة أكثر فأكثر، بدأت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية في التدخل لدعم الجهود المتواصلة، وتغطية الاحتياجات وسد الثغرات في المناطق التي تعمل فيها. وشملت تدخات المنظمات الدولية توزيع مواد غير غذائية، مثل الأغطية البلاستيكية، والفرشات والبطانيات، وكذلك المساعدات الغذائية. وتجري حاليا عملية تقييم شاملة للأضرار في القطاع الزراعي، بقيادة وزارة الزراعة الفلسطينية التي ستقوم بالإبلاغ عن خطة استجابة خاصة بالسلطة الفلسطينية. ودون إغفال جهود اللاعبين المحليين في الاستجابة السريعة للاحتياجات الإنسانية، فهذه الأحداث المناخية القاسية أظهرت بقوة الحاجة إلى مزيد من الاستثمار في أنظمة تقليص مخاطر الكوارث وتعزيز القدرات في التجمعات السكانية وفي الحكومة المحلية والمركزية. ويقف فريق العمل الإنساني في البلاد على أهبة الاستعداد لدعم دولة فلسطين في هذا المجال.
0 comments: