أكل شارون الشنتسيل وسأل : كيف تقولون قتلى باللغة العربية !


كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - نبث قريبا برنامجا مترجما عن التلفزيون الاسرائيلي تحت عنوان شارون والانتفاضة ، اعدّه الصحافي رفيف دروكر والمعروف بموضوعيته وعدم تطرّفه . وبينما كنت اقوم بترجمة وترتيب الحلقات عانيت من صدمة كبيرة جراء الحقائق الواردة فيه . واقول الحقائق لان الشهادات التي يحتويها البرنامج مسندة الى قادة الامن الاسرائيلي وصنّاع القرار.

ومن بين هذه الحقائق الصاعقة ان قادة اجهزة الامن الاسرائيلي يتهمون رئيس الاستخبارات العسكرية انه منع وقف الانتفاضة وتماشى مع شارون من اجل تحطيم السلطة وقتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين دون سبب . بل ان رئيس المخابرات " الشاباك " كرمي جيلون يتهم رئيس الاستخبارات انه كان يؤلف القصص امام شارون من اجل حثّه اكثر واكثر على الحرب واجتياح الضفة رغم تحذيرات باقي الاجهزة .

ومن الحقائق ان شارون كان في نهاية حياته السياسية وجلّ طموحه ان يموت دون محاكمة ، وانه حين اصبح رئيسا للوزراء لم يصدق نفسه وجلس على الكرسي يضحك بهستيرية يقول لمن حوله ( على هذا الكرسي جلس بن غوريون واشكول وبيريس ) وانه لم يجب على اي سكرتيرة كانت تقول له : سيدي رئيس الوزراء . لانه كان يعتقد انها تتحدث مع شخص اخر .

وحين اصبح رئيسا للوزراء ادرك قادة اسرائيل انه صار خطرا محدقا على وجود اسرائيل فأخذوا منه الهاتف الخليوي ومنعوه من الاتصال بأحد او الرد على الاتصالات حتى لا يخرب الدنيا . فغضب غضبا شديدا ، كما انهم اخذوا سكرتيرته وعيّنوا له سكرتيرا عسكريا يجيب نيابة عنه فرفض . ولم يرض الا بعد ان عيّنوا ابنه عمري الى جانبه كسكرتير فوافق ، لا سيما انه كان يسمع بأذن واحدة ويرى بعين واحدة . فهناك اذن وعين لا تعملان عنده .

كان يكره عرفات كرها لا حدود له وعرفات يعرف ذلك ، وقد حاول بكل قوة ان يقتل عرفات داخل المقاطعة وهو واثق ان الرئيس الامريكي بوش سيقف الى جانبه ، لكن قادة اسرائيل منعوه من القيام بذلك وقالوا له بالحرف : اياك ان تمس شعرة واحدة من رأس عرفات لان كل العالم سينقلب ضدنا .

شارون لم يعجبه ان عرفات اوقف الانتفاضة في شهر 2 عام 2002 .. فقد عرف عرفات انها فرصة لوقف العنف والانتفاضة واراد ان يحصد سياسيا . ونجحت فتح والاجهزة الامنية ان توقف العمليات بشكل كامل طوال شهر كامل وهذا ما لم يعجب شارون ، فقام بجمع قادة الاجهزة الامنية ورئاسة الاركان في بيته وطلب من كل واحد فيهم ان يحضر معه نائبه . دعاهم الى سهرة بدأت الساعة العاشرة ليلا ووضع لهم طعاما لذيذا وشنيتسل " لحم الحبش المغموس بالبهارات اللذيذة " وسمح لهم ان يأكلوا ويشبوا كيفما ارادوا . ثم نظر اليهم وسألهم : كيف تقولون قتلى باللغة العربية ؟

نظر قادة الامن الاسرائيلي الى بعضهم البعض ، واردف شارون يقول : اريد ان افتح الصحف غدا واجد اكبر عدد من القتلى عند الفلسطينيين ، ولن اقبل بوقف الانتفاضة الان بعد ان قتل الفلسطينيون 1200 اسرائيل بينهم 300 جندي لان العالم سيعتقد ان الفلسطيين هزموا اسرائيل وقتلوا منا اكثر مما قتلت كل الجيوش العربية . ممنوع ان تتوقف الانتفاضة الان . وامر باغتيال رائد الكرمي قائد كتائب شهداء الاقصى في طولكرم رغم ان مروان البرغوثي كان امره بوقف العمليات وهو امر مجموعاته بوقف العمليات .

جن جنون فتح على رائد الكرمي ، فهبّوا للانتقام لشهيدهم وقتلوا 135 اسرائيليا بدل الكرمي . وانفلتت الامور كما اردا شارون وهجم الفلسطينيون والاجهزة الامنية الفلسطينية يسهلون لهم العمليات حتى صار واقع التفجيرات في مدن اسرائيل بمعدل تفجيرين كل يوم . 

بعد عملية عين الحرامية للاسير البرغوثي ، طلب شارون من موفاز ، وطلب موفاز من جيشه البحث عن رجال الامن الفلسطيني وذبحهم وبالفعل زحف الجيش على عين عريك وقتلوا 13 من جنود الامن الوطني وهم يتناولون طعام العشاء دون رحمه . ذبحوهم بالرصاص وهم على مائدة العشاء !!!

وحتى حين جاء ابو مازن واصبح رئيسا للوزراء قال مدير مكتب شارون اوري اشنيه ان عباس لا يؤمن بالعنف فأجابه شارون : وهل تصدق انت ان هناك قائد وطني فلسطيني يمكن ان يتنازل لاسرائيل !!!!

هل تريد اسرائيل السلام ؟؟؟ ام تريد انتفاضة ؟؟؟ قريبا نعرض مذكرات شارون وكيف قتل عرفات وكيف سهّل له بوش الصغير هذه الجريمة .

0 comments: