المؤسسة العسكرية الصهيونية ستبني محطة فضائية بالبرازيل


نهاية شهر نيسان زار تارسو جينرو حاكم ولاية الريو غراندي دوسول الكيان الصهيوني ، كما والتقي رئيس وزراء رام الله سلام فياض على هامش زيارته، رغم انه اي تارسو من حزب العمال الحاكم واستلم اكثر من حقيبة وزارية اثناء رئاسة لولا على مدار 8 سنوات.

اثناء رئاسته لبلدية بورتو اليغري بداية التسعينات، وعندما دعت الجالية العربية الفلسطينية الى مسيرة تضامنية ضد العدوان الغربي على العراق، لم يشارك تارسو جينرو بالمسيرة، وانما شارك بالمسيرة التي دعت لها المؤسسات اليهودية والصهيونية تمهيدا للعدوان الغربي على العراق بتلك الفترة، فمنذ تلك الفترة كان قد كشف عن وجهه الحقيقي وانحيازه الى الحركة الصهيونية بالصراع العربي الصهيوني.

اثناء العدوان الصهيوني على قطاع غزة نهاية عام 2008 وبداية 2009، عارض تارسو وبشدة بيانا صادرا عن حزب العمال البرازيلي موقع من رئاسة حزب العمال ومسؤول العلاقات الدولية بالحزب يدين العدوان الصهيوني على قطاع غزة ويعتبره جريمة حرب، فما كان من تارسو ومعه مجموعة من قيادات حزب العمال الى اصدار بيانا اخرا موقعا باسمهم يساوي بين الضحية والجلاد، يتهم حركة حماس بانها مهدت لهذا العدوان.

اثناء المنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة لعب تارسو دورا ساهم باضعاف المنتدى وتفريغه من اهدافه، اصرعلى لقاءا بين الجالية الفلسطينية واليهودية كشرط من شروط انعقاد المنتدى، وبالفعل التقى ممثلين عن اتحاد المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل من بينهم رئيس الاتحاد مع نائب رئيس الفيدرالية الاسرائيلية بولاية الريو غراندي دوسول، حيث كان هذا اللقاء يعتبر اهانة للطرف الفلسطيني المشارك بتدني مستوى الجانب الصهيوني.

تارسو جينرو ليس شخصية عمالية عادية، وانما قيادي بحزب العمال الحاكم، حيث لم تكن زيارته للكيان الصهيوني زيارة عادية، وانما تهدف بالاساس الى مزيد من العلاقات الاقتصادية وخاصة العسكرية والتكنولوجية مع البرازيل، حيث داخل حزب العمال توجد تيارات ترفض تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الكيان الصهيوني وبالاخص مع الصناعات العسكرية، وهذه التيارات تعتبر الكيان الصهيوني بانه ارتكب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني، وهناك تيارات ايضا تدعو الى مقاطعة الكيان الصهيوني، لتأتي هذه الزيارة لتشكل بالاساس ضربه لكل من يدعو الى مقاطعة الكيان، حيث بزيارته للكيان الصهيوني وفلسطين رافقه 80 من رجال الاعمال ونواب ولاية ورؤساء بلديات وقيادات صهيونية وعضو مجلس وطني فلسطيني.

بزيارته هذه عقد تارسو اتفاقية مع المؤسسة العسكرية Elbit Systems لبناء محطة لاطلاق الاقمار الصناعية بالولاية، كذلك عقدت اتفاقيات بين الجامعات الصهيونية وجامعات برازيلية بالولاية بالاضافة الى اتفاقيات اقتصادية اخرى رغم الاحتجاجات التي صدرت من بعض الحركات الاجتماعية والاهلية والتي عبرت عن احتجاجتها على الاتفاقيات التي عقدها  تارسو، فهذه الخطوة تصب باتجاه تعزيز النفوذ الصهيوني، وتؤكد على قدرة الحركة الصهيونية بالوصول الى مراكز القرار بالحكومة البرازيلية والاحزاب الرئسية بالبرازيل، حيث لم تكن هذه الاتفاقية هي الاولى بين البرازيل والكيان الصهيوني وانما هي حلقة من سلسلة من الاتفاقيات التي تعقدها البرازيل مع الكيان الصهيوني سواء على مستوى الحكومة الفيدرالية او الولايات البرازيلية، حيث الحركة الصهيونية نشطت وبقوة منذ وصول الحكومة العمالية الى السلطة، لترويض مواقفها بما يخدم الاهداف الصهيونية ونشاطاتها بالقارة وتوجهاتها وبالاخص اتجاه القضية الفلسطينية والقضايا العربية.

 اما مع الجانب الفلسطيني فقد عرض تارسو برنامج الصحة العائلية وبعض المشاريع التي لها علاقة بالجانب الانساني، اضافة الى تقديمه 11.5 الف طن من الرز الى الانروا بقطاع غزة.
ان ضعف الموقف العربي والفلسطيني بالبرازيل وغياب المؤسسة الجماهيرية، وضعف الموقف الفلسطيني الرسمي واستمرار السفارة الفلسطينية بمواقفها الانهزامية، كل هذا يعكس نفسه على حجم الدعم السياسي للقضية الفلسطينية بالبرازيل، ويؤثر بشكل سلبي على حملة التضامن البرازيلية مع نضال الشعب الفلسطيني، ولهذا فان اعادة تنظيم التجمعات العربية والفلسطينية بالبرازيل بما يخدم القضايا العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص هي من اولى المهمات التي تقع على عاتق النشطاء والمخلصين للقضايا العربية والفلسطينية، فقط بالبرازيل يتواجد تقريبا 15 مليون عربي، فنائب الرئيسة البرازيلية عربيا ورئيس بلدية ساوبولو اكبر مدينة بامريكا اللاتينية ايضا من اصول عربية.

كذلك هزيمة الكيان الصهيوني لا تتم الا من خلال برنامج نضالي كامل متكامل، يشمل من بين نقاطه محاصرته على صعيد دولي ايضا، فان اي رؤية وبرنامج يجب ان يأخذ بعين الاعتبار عزل الكيان الصهيوني ودعم المؤسسات والمنظمات والحركات الاجتماعية لتعرية الكيان وعزله ومقاطعته على صعيد دولي، وان لا تكون المؤسسة الرسمية الفلسطينية والعربية عاملا معطلا وعائقا لهذه الحركة.

جادالله صفا – البرازيل

0 comments: