خريجو غزة.. أمل بالوظيفة وسط هاجس من ضياعها!


في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة نيتها تشغيل 5 آلاف من خريجي قطاع غزة العاطلين عن العمل حسب معايير محددة ولمدة عام كامل؛ توافد آلاف الخريجين القابعين في «مستنقع» البطالة إلى مكاتب وزارة العمل في جميع محافظات قطاع غزة للتسجيل وتحديث بياناتهم أملاً في فرصة عمل تحميهم من جحيم البطالة.

ويعاني الخريجون الفلسطينيون في كافة محافظات الوطن من بطالة مدقعة، جعلت أوقاتهم في غاية الصعوبة بعد تخرجهم من الجامعة، لاصطدامهم
بشبح البطالة المُرعب وتفاقم الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006م، وارتفاع معدلات الفقر بشكل عام، لذلك يعتبر خريجو غزة إعلان الحكومة عن توفير فرص عمل لهم - ولو أنها مؤقتة- فرصة ذهبية ستنتشلهم من البطالة والجلوس في المنازل وعلى قارعات الطريق دون عمل، خاصة بعد إعلان الحكومة دراسة مشروع زيادة فرص العمل من 5 آلاف إلى 15 ألف فرصة. الشاب محمد الطويل أبدى سعادته وارتياحه إزاء قرار الحكومة الأخير، وقال لـ الوطن: «الإعلان عن توفير فرص عمل للخريجين خطوة مُرحب بها وتأتي في الوقت المناسب، إذ من شأنها تخفيف نسبة البطالة المستشرية في قطاع غزة.. كخريج سعيد جداً بهذا القرار وأتمنى أن أحظى بفرصة مناسبة من بين تلك الوظائف التي سجلنا لها في مكاتب العمل».

وأوضح الطويل- وهو خريج قسم أشعة طبية- أنه مستعد للعمل في أي زمان ومكان، من أجل توفير لقمة عيشه والاعتماد على نفسه بعدما تخرج من الجامعة، مضيفاً: «أدعو الله أن تُمنح لي هذه الفرصة في العمل، فأنا أتابع يومياً مواقع الإنترنت منتظراً قائمة الأسماء التي ستعلنها الحكومة للعمل». أما هديل بركات 27عاماً، فتقول: «تخرجت منذ 4 سنوات، ومنذ ذلك الحين وأنا أسجل هنا وهناك، لعلي أجد فرصة عمل، ولكن دون جدوى، فأنا لدي 3 من الأبناء وزوجي يعاني من ضائقة مالية خانقة، وأسأل الله أن أحصل على فرصة العمل هذه، كي يتسنى لي مساعدة زوجي وأولادي في المصاريف والعيش بكرامة». ولم تختلف قصة الخريج محمد لبد 25عاماً عن سابقيه، فمحمد طالب تخرج من جامعة الأزهر من كلية الزراعة منذ 3 سنوات، يقول: «لم تُمنح لي فرصة العمل في المجال الزراعي، وأسعى من خلال الحصول على هذه الوظيفة المؤقتة إلى مسح بعض الهموم والأحزان التي ألمت بي طيلة الفترة السابقة بسبب عدم توفر فرصة عمل كريمة».

ورغم إعلان حكومة غزة عن آلاف الوظائف للخريجين العاطلين عن العمل، إلا أن كثيرا من الخريجين لم يتفاءلوا كثيراً بهذه الوظائف، وأبدوا تخوفهم من أن يقوموا بالتسجيل والانتظار دون فائدة أو نتيجة. ويقول الشاب سليمان عثمان: «شبح البطالة يطاردنا في كل وقت، ومنذ تخرجي من الجامعة وأنا أبحث عن فرصة عمل، وغالباً ما تتدخل الواسطة والمحسوبية في اختيار الموظفين». ويوضح لـ الوطن أنه قام بالتسجيل للوظائف المُعلن عنها، إلا أنه غير متفائل كثيراً بالنتائج. مضيفاً: «مشكلة البطالة في ازدياد ولا حلول جذرية من قبل الحكومة أو المؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة.. أخشى ألا أحظى بفرصة عمل ضمن مشروع تشغيل الخريجين». الخريجة دعاء إبراهيم دعت الحكومة في غزة إلى: «استغلال أموال الدعم الدولي في مشاريع مثمرة تشغل الخريجين وتنهي معاناتهم، في كل عام يزداد عدد الخريجين بالآلاف في قطاع غزة وكافة محافظات الوطن، وكثيراً ما نسمع عن دعم لقطاع غزة سواء من دولة قطر أو غيرها، أين تذهب تلك الأموال؟، أليس من الأولى أن تنهي معاناة آلاف الخريجين العاطلين عن العمل؟».

ولا شك أن الحكومة الفلسطينية في غزة تقف عاجزة أمام عشرات الآلاف من الخريجين الغزيين بسبب الحصار المفروض عليها؛ مما يمنع المانحين والدول من تقديم الدعم اللازم لتشغيل الخريجين والعاطلين عن العمل. وكان نائب رئيس الوزراء بحكومة غزة زياد الظاظا أعلن أنه تم تشكيل لجنة لترشيح الأسماء المستفيدة من برنامج البطالة فور الإعلان عن صدور القرار، موضحاً أنه ستتم المطابقة بين قوائم الناجحين في ديوان الموظفين العام والمسجلين في برنامج سوق العمل الفلسطيني للوصول إلى الفئة المستهدفة وترشيحهم للعمل منذ بدء شهر فبراير 2013 حتى نهاية فبراير 2014 وقيمة الراتب 1000 شيكل شهرياً (تقريباً 270 دولارا). 

وأكدت وزارة العمل أن معايير قبولها للمسجلين في برنامج «سوق العمل الفلسطيني» الذي أعلنت عنه مؤخراً والذي يتمثل في توظيف مؤقت لأكثر من 5 آلاف خريج من خريجي قطاع غزة «من المستحيل أن تكون مرتبطة بلون أو طيف أو توجه سياسي». مبينة أنها حق للجميع. فيما أكدت وزارة الاقتصاد الوطني في الحكومة الفلسطينية بغزة أنها عاكفة على تقديم دراسة من أجل رفع عدد المستفيدين من نظام التشغيل المؤقت من 5 آلاف فرصة عمل إلى 15 ألف فرصة، مبينة أن ذلك هو عبارة عن «دارسات واقتراحات ستقدمها الوزارة للحكومة من أجل النهوض بالمستوى الاقتصادي والاستثماري في قطاع غزة». وأكد الناطق باسم الوزارة طارق لبد أن وزارته تسعى بكل ما تملك من قوة من أجل توفير فرص عمل للخريجين من خلال كافة الوسائل المتاحة بهدف تعزيز قدراتهم من خلال العمل، ضمن مشاريع تقام داخل الوطن.

0 comments: