دراسة تربوية فلسطينية-اسرائيلية مشتركة تثير غضب تل أبيب


أكدت دراسة قام بها فريق من باحثين دوليين ومحليين أن المناهج التعليمية الفلسطينية شبه خالية من التحريض والتحقير بحق إسرائيل، ما أثار ارتياح السلطة الفلسطينية وغضب الدولة العبرية التي تتهم الفلسطينيين بتغذية ثقافة الكراهية. والدراسة التي عرضت نتائجها أمس في مؤتمر صحافي عقد في مدينة القدس الغربية، من إعداد سامي عدوان من جامعة بيت لحم ودانيال بار تال من جامعة تل أبيب بالتعاون مع باحثين دوليين.

وقد أجريت بمبادرة من «مجلس المؤسسات الدينية في الأراضي المقدسة» وتمويل من وزارة الخارجية الأميركية.

ونقلت الدراسة مقاطع وتعابير من الكتب المدرسية الإسرائيلية الرسمية جاء فيها مثلاً في وصف العرب بأنهم «مجموعات من أمّة غير متحضّرة». كذلك لا ترد في المناهج الإسرائيلية كلمة «فلسطين» أو «فلسطينيين» أو «السلطة الفلسطينية»، بل «عرب»، وكذلك الأمر في الخرائط. أما السلطة الفلسطينية فلم تُدرج اسم «إسرائيل» في الخرائط. ولم تضع إسرائيل من حدودها سوى تلك التي تتقاسمها مع مصر والأردن. ولم تضع حدوداً متعارفاً عليها كالخط الأخضر الذي فصل إسرائيل عن الضفة الغربية في اتفاقية الهدنة في 1949.

أما مدارس اليهود المتشددين وعدد التلاميذ فيها يفوق 500 ألف تلميذ، فتعتبر أن المستوطنات «أقيمت على أنقاض قرى عربية كانت دائماً أعشاشاً للمجرمين ولمجموعات عربية متعطشة للدماء».

أما إسرائيل في الكتب المدرسية الإسرائيلية، فهي «محاطة بجيران من الأعداء يرفضون الاعتراف بسيادتها ويعملون للقضاء عليها»، أما العرب فهم «الذين بادروا بالهجمات الإرهابية لإلحاق الأذى بدولة إسرائيل ولشن حرب شاملة عليها».

وعرض الدراسة البروفيسور اليهودي الأصل بروس ويكسلر من جامعة ييل الأميركية، بحضور الحاخام دانيال سبيربر من جامعة بار إيلان ومحمد دجاني من جامعة القدس بصفتهما عضوين في اللجنة الاستشارية العلمية الدولية الخاصة بالدراسة.

ورأت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية أن هذه الدراسة البحثية «منحازة بشكل واضح والبحث غير مهني وغير موضوعي إلى حد كبير». وأكدت الوزارة الإسرائيلية أنها «اختارت ألّا تتعاون مع عناصر البحث الذين يرغبون بالإساءة وإلحاق الأذى والتشهير بالنظام التعليمي الإسرائيلي وبدولة إسرائيل، لذا كان قرارها صائباً بعدم التعاون معهم». وقال دانيال بار تال تعليقاً على تعرضه لانتقادات: «لم يتحدث معي أي شخص مباشرة، لكنني هوجمت كثيراً في الصحف».

ودأبت إسرائيل والدول الغربية على انتقاد المنهاج الفلسطيني، وطالبت عدة مرات بتغييره لأنه «يحرض على العنف والكراهية» حسب رأيها.
وكان رئيس الوزراء سلام فياض عبر في بيان عن ارتياح السلطة الفلسطينية لنتائج الدراسة «التي لم تجد في المناهج الفلسطينية اي تحريضات صارخة تجاه الآخر، مثلما تكرر الادعاءات حول مناهجنا».

0 comments: