في اطار الحرب الاعلامية بين ما بات يشكل معسكري اليمين الذي يمثله الليكود واليسار مع الوسط الذي يمثلهما تحالف العمل مع الحركة، هاجم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مساء امس (الثلاثاء) خصميه يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني، على خلفية موقفهما من مسألة القدس، وقولهما، خلال مشاركتهما في ايقاد شمعة عيد الأنوار في حائط المبكى، "ان الحائط سيبقى الى الأبد تحت السيادة الاسرائيلية". ونقلت "هآرتس" عن نتنياهو قوله خلال خطاب القاه في مسابقة التوراة للبالغين في القدس، إن "حائط المبكى سيبقى في أيدينا، والقدس كلها ستبقى في أيدينا موحدة الى الأبد، تحت السيادة الاسرائيلية. سمعت من الناس الذين على استعداد لمنح الفلسطينيين عاصمة في القدس، سمعت احدهم، احداهن، يقولون ان الحائط سيبقى في أيدينا. كيف سيبقى في أيدينا؟ جيب في المنطقة الفلسطينية؟ وكيف سنصل اليه بالضبط؟ بالقوافل؟ بالطائرات المروحية؟ بالمصفحات؟ لم نرجع الى حائط المبكى بعد 2000 سنة كي نصل اليه بالمصفحات".
وفور انتهاء خطاب نتنياهو، أصدر الليكود بيانا واصل فيه الهجوم على هرتسوغ وليفني. وجاء فيه: "ندعو تسيبي وبوغي الى كشف الحقيقة التي يخفيانها امام الجمهور: هل سيوافقان في اطار اتفاق سياسي على اقامة عاصمة فلسطينية في القدس؟ هل سيكونان على استعداد لتسليم مناطق في القدس الشرقية للسيادة الفلسطينية؟ وهل سيدعمان في المستقبل تقسيم القدس؟ من حق المواطنين في اسرائيل معرفة إلى أي حد يوافق فيه بوغي وتسيبي واليسار على الانسحاب".
وفي تعقيبهما على خطاب نتنياهو قال هرتسوغ وليفني "ان بيبي مثل بيبي، يستغل القدس لاحتياجات ساخرة. الجمهور فقد الثقة بنتنياهو ونحن سنستبدله".
يشار الى ان نتنياهو يحرص على تركيز حملته، حاليا، على هرتسوغ – ليفني، بهدف مزدوج: جعل المعركة الانتخابية تبدو كصراع بين تكتل اليمين برئاسته، وتكتل اليسار (وليس المركز) برئاسة هرتسوغ وليفني. كما ان اتهام هرتسوغ وليفني باليسارية يهدف الى اقناع مصوتي المركز المترددين بدعمه وعدم الوقوع في اغواء حزب يسار مستتر.
وفي اطار ذلك، اتفق نتنياهو مع زعيم البيت اليهودي، نفتالي بينت، على التحالف وعدم مهاجمة احدهما للآخر، خلال الحملة الانتخابية. ويلاحظ ان بينت، ايضا، ركز جهوده على انتقاد اليسار، ويشمل ذلك شريط "المعتذر" الذي نشره مؤخرا. وفي اطار هذه الاستراتيجية يحرص نتنياهو على الاستهتار بـ"المعسكر الصهيوني"، من خلال عدم الاشارة الى اسمي هرتسوغ وليفني في خطاباته الاخيرة، كما فعل امس حين قال "سمعت احدهم، احداهن"، او كما فعل عندما شارك في ايقاد الشمعة الأولى لعيد الأنوار حيث قال "ان الانتخابات واضحة بين اليمين واليسار، بين الليكود برئاستي وبين العمل برئاسة... آه.. ليس مهما".
يشار الى ان نتنياهو ضم الى طاقم حملته الانتخابية، خبير الاستطلاعات الأمريكي جون مكالكلين، الذي عمل مستشارا له في السابق، كما عمل مستشارا لسلسلة طويلة من السياسيين الأمريكيين، من بينهم حاكم كاليفورنيا السابق، ارنولد شفارتسينغر وحاكم فلوريدا السابق، جيب بوش. كما عمل مستشارا لرئيس الوزراء الكندي ستيفن هارفر والحزب المحافظ في بريطانيا.
0 comments: