تقارير اممية تكشف عمق التعاون بين إسرائيل والمعارضة السورية

نشر الصحفي براك ربيد في هآرتس" تقريرا، يستعرض من خلاله تقارير اممية اعدها مراقبو الأمم المتحدة في هضبة الجولان، وتعكس طابع وحجم التعاون بين اسرائيل وتنظيمات المعارضة السورية.

وكتب رابيد ان التقارير المنشورة على موقع الانترنت التابع للأمم المتحدة، تفصل الاتصالات الدائمة التي تجري على الحدود بين ضباط وجنود الجيش الاسرائيلي، والمسلحين من المعارضة السورية.

وحسب التقرير، فقد كانت التقارير التي وصلت الى الامم المتحدة، حتى منتصف 2013، مملة، تفصل حادثة هنا واخرى هناك، وعمل المراقبين الدوليين على منع وقوع مواجهة عسكرية بين سوريا واسرائيل، لكن شيئا حدث في حينه، جعل التقارير تصبح مثيرة للاهتمام. ففي آذار 2013، بدأت إسرائيل باستيعاب الجرحى السوريين لمعالجتهم على اراضيها. واقام الجيش الاسرائيلي مستشفى ميداني في هضبة الجولان، بل ونقل المصابين الى مستشفيات صفد ونهاريا. وبعث سفير سوريا لدى الامم المتحدة، بشار جعفري، بعدة شكاوى الى الامين العام للأمم المتحدة، ادعى فيها انه في المنطقة الحدودية الفاصلة التي يعمل فيها المراقبون، يجري التعاون الواسع بين إسرائيل والمتمردين، واحتج على نقل المصابين من قوات المتمردين الى إسرائيل، وعلى المساعدات التي تقدمها اسرائيل للمعارضة.

وقد ادعت اسرائيل في البداية ان الجرحى الذين تعالجهم هم مدنيون يصلون الى السياج الحدودي بمبادرة منهم، وبدون تنسيق مسبق، وبعد ذلك، ادعى الجيش الاسرائيلي ان عملية نقل الجرحى تتم بالتنسيق مع مواطنين سوريين وليس مع قوات المعارضة. لكن تقارير المراقبين الدوليين تكشف بالذات وجود اتصالات مباشرة بين الجيش الاسرائيلي والمسلحين في المعارضة السورية.

ويكشف المراقبون في تقاريرهم عن حالات تعرض فيها نشطاء المعارضة الى الاصابة وتم نقلهم الى إسرائيل بسيارات اسعاف رافقتها سيارات عسكرية اسرائيلية. واشار المراقبون الى انه تم بين التاسع والتاسع عشر من تشرين الثاني نقل عشرة جرحى من المتمردين، على الأقل، الى الجانب الاسرائيلي وتسليمهم للجيش.

وكان المراقبون قد كشفوا في آذار 2014 عن لقاءات تجري بين الجنود الاسرائيليين والمسلحين السوريين بالقرب من موقع المراقبة الدولي رقم 85. وحسب ما جاء في الموقع الرسمي لقوات المراقبة الدولية، فان هذا الموقع يقع على بعد كيلومترين الى الشمال الشرقي من كيبوتس "رمات مغشيميم" الاسرائيلي في الهضبة. وجاء في تقرير المراقبين الدوليين ان قواتهم شاهدت بين كانون الاول 2013 وآذار 2014، عدة لقاءات بين قوات المعارضة السورية وقوات الجيش الاسرائيلي، كما شاهدت خلال فترة المعارك القاسية نقل الجرحى من قبل مسلحي المعارضة، من الجانب السوري الى الجانب الاسرائيلي. وفي 17 كانون الثاني شاهدت القوات الدولية، قوة من الجيش الاسرائيلي اثناء قيامها بتسليم ثلاثة اشخاص لقوات المعارضة السورية.

وحسب تقرير للمراقبين تم توزيعه في العاشر من حزيران على اعضاء مجلس الامن، فقد تم بين مطلع آذار 2014 وحتى نهاية ايار، عقد 59 لقاء بين المتمردين المسلحين وقوات الجيش الاسرائيلي، تم خلالها نقل 89 جريحا سوريا الى اسرائيل، واعادة 19 سوريا وجثتين الى الجانب السوري.

وفي تقرير آخر، يعود الى 12 ايلول 2014، اشير الى انه منذ حزيران وحتى اواخر آب، جرت سلسلة من اللقاءات بين المسلحين السوريين وقوات الجيش الاسرائيلي قرب موقع المراقبة 85، تم خلالها نقل 47 جريحا الى الجانب الاسرائيلي واعادة 43 سوريا بعد معالجتهم في إسرائيل. وفي 28 آب، اضطرت القوات الدولية الى اخلاء موقع المراقبة 85، بسبب تدهور الوضع الامني، ولم يعد بمقدور المراقبين تتبع اللقاءات بين المعارضة والجيش الاسرائيلي، لكن القوة الدولية تشير الى انها شاهدت لقاءات جرت بين الجانبين في هذه المنطقة.

يشار الى ان التعاون بين الجيش والمتمردين السوريين لا يشمل الحديث عن نقل الجرحى فقط. ففي تقرير تم نشره في العاشر من تموز، اشار المراقبون الى قيام قوات اسرائيلية بتسليم صندوقين الى مسلحي المعارضة السورية. ويشير التقرير الأخير الذي تم نشره في الاول من كانون الاول الجاري، الى لقاء مثير آخر بين جنود الجيش الاسرائيلي ورجال المعارضة السورية، في السابع والعشرين من تشرين الاول، بالقرب من موقع المراقبة 80، على بعد ثلاثة كيلومترات من مستوطنة "يونتان" في الهضبة.

ولاحظ المراقبون قيام جنديين اسرائيليين بفتح البوابة الحدودية لدخول شخصين من الجانب السوري الى اسرائيل. وخلافا للتقارير السابقة لم يشر التقرير الى كون هذين الشخصين مصابين، وليس من الواضح لماذا دخلا الى اسرائيل. ويعتبر هذا الحادث العيني مثيرا بشكل خاص، على ضوء ما يحدث في الجانب السوري من الحدود في تلك المنطقة تماما. ففي تقرير المراقبين الدوليين جاء انه تم على بعد 300 متر من موقع المراقبة 80، انشاء مخيم تسكنه 70 عائلة من المهجرين السوريين. لكن الجيش السوري كان قد بعث في ايلول بشكوى الى قائد القوات الدولية كتب فيها انه يقيم في هذا المخيم "ارهابيون مسلحون يجتازون الحدود الى اسرائيل". وهدد بأنه اذا لم يتم اخلاء هذا المخيم، فسيعتبره الجيش السوري هدفا مشروعا للقصف.


0 comments: