نظم العشرات من اللاجئين الفلسطينيين, من أصحاب المنازل المدمرة في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة, اعتصاماً شعبياً صباح اليوم الخميس الموافق (18/12) أمام ما هو متداول بالنقطة (4-4) في معبر بيت حانون إيرز شمال قطاع غزة, وهي النقطة الحدودية التي تفصل غزة عن الأراضي المحتلة عام 48, وذلك احتجاجاً على استمرار إغلاق المعابر, ورفضاً واستنكاراً لكل المؤامرات التي تعيق عملية الإعمار, وإدخال مواد البناء لإعمار ما دمرته آلة الحرب "الصهيونية".
و تركزت مطالب المعتصمين حول ضرورة الإسراع في إعادة إعمار بيوتهم التي دمرها الاحتلال, محذرين في ذات الوقت أن هذا التجاهل التام تجاه قضيتهم سيؤدي لتفجر الأوضاع بحسب تصريحات ولقاءات أجريت مع المعتصمين.
"كنا ننتظر العودة إلى ديارنا أما الآن ننتظر بناء سقفنا في المخيم" , "لا لتسيس الإعمار" , سنستمر في اعتصاماتنا حتى نيل كافة حقوقنا المشروعة", شعارات ويافطات رفعها المعتصمون في خلال اعتصام اليوم الذي دعا إليه المكتب التنسيقي للجان الشعبية للاجئين, والهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار, إضافة ليافطات وشعارات تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء حصار غزة, وتأمين عبور مواد الإعمار اللازمة للقطاع, و يافطات أخرى حمّلت الأونروا مسؤوليتها تجاه هذه الأزمة.
"خطوات تصعيدية"
الأستاذ معين أبو عوكل رئيس المكتب التنسيقي للجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة, قال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمام وسائل الإعلام بأن هذا الاعتصام اليوم هو رسالة قوة وغضب من هذا الشعب المقهور الذي بدء صبره بالنفاذ.
أبو عوكل دعا المجتمع الدولي للنظر بعين العطف والرحمة لنحو 2 مليون نسمة تحت حصار ظالم عمره 8 سنوات, مطالباً "أدعياء الحرية" في العالم بضرورة إظهار حسن النوايا لهذا الشعب الذي عايش الحروب والازمات بدءً بالمحروقات والكهرباء وليس أخيراً الإسمنت الذي أصبح حصول الفلسطيني عليه مرهون بشروط الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الظالم.
أبو عوكل تابع: "مواد الإعمار التي من المفترض أن تدخل غزة بناء على تفاهمات المقاومة في اتفاقية التهدئة بات ينظر لها وكأنها مواد نووية أو كيميائية, يوضع لها كاميرات مراقبة ولجان تفتيش, وكأن هذه المواد اليوم من المحرمات".
أبو عوكل قال في المؤتمر: "اعتصامنا هنا اليوم أمام النقطة (4-4) أما الاعتصام القادم سيكون أمام ما يعرف النقطة (5-5) وهي أقرب مسافة فاصل بين حدود قطاع غزة وجيش الاحتلال في أراضينا المحتلة عام 48".
وطالب في كلمته بضرورة الإسراع في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في الحرب الأخيرة, أو العودة لمربع الحرب, مضيفاً:" لا بد من حرمان المحتل من العيش بسلام كما هو حال من دمرت بيوتهم في غزة, فهذا المحتل لا يفهم إلا لغة القوة".
أبو عوكل طالب المقاومة الفلسطينية بضرورة أن يكون لها كلمة, وذلك بناء على ما تم توقيعه من تفاهمات وقف إطلاق النار التي تمت برعاية مصرية, وتابع أبو عوكل خلال المؤتمر: "نوجه ندائنا باسم اللجنة الشعبية, والهيئة الوطنية لإعادة الإعمار وكسر الحصار, نخاطب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بضرورة إعادة توجيه وضرب صواريخها باتجاه المحتل, فصبرنا قد بدء بالنفاذ, إما العيش بكرامة أو نموت شهداء".
بدوره أبو عوكل وجه ندائه لحكومة التوافق الفلسطينية التي هللنا وصفقنا لها –على حد وصفه- مطالباً إياها بالقدوم لقطاع غزة والوقوف أمام مسؤولياتها, وتلبية احتياجات المنكوبين في أسرع وقت, وإلا فالترحل. وتابع: "حكومة الحمد الله تتعامل مع قطاع غزة وكأنه جزء آخر ليس له علاقة بفلسطين".
أبو عوكل في تصريح خاص لـ شؤون اللاجئين أكد بأن قطاع غزة سيشهد الأسبوع المقبل اعتصامات شعبية وجماهيرية ستغطي كافة قطاع غزة من بيت حانون شمالاً وحتى رفح جنوباً, مضيفاً: "سيتوجه أبناء شعبنا باتجاه الحدود من أجل كسرها سواء مع الجانب المصري, أو حتى مع الاحتلال".
0 comments: