ليبرمان يحذر من تدهور العلاقات مع اوروبا "في غياب اتفاق سياسي"!

يواصل وزير الخارجية الاسرائيلي ورئيس حزب "يسرائيل بيتنا"، افيغدور ليبرمان، محاولة الخروج من صورته اليمينية المتطرفة، والتظاهر بأنه براغماتي، ويقرأ الخارطة السياسية بشكل مغاير لصورة اليميني المتطرف التي التصقت به طوال سنوات، بفعل تصريحاته وممارساته العدوانية للشعب الفلسطيني وللمواطنين الفلسطينيين داخل اسرائيل. 

وتجلت آخر تقليعات ليبرمان هذه، مساء امس، عندما حذر من تدهور العلاقات بين اسرائيل والاتحاد الأوروبي، في غياب اتفاق سياسي، الأمر الذي من شأنه الحاق ضربة بالغة بالاقتصاد الاسرائيلي.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن ليبرمان قوله: "اذا لم نبادر فسنصل الى تسونامي سياسي". كما وجه ليبرمان انتقادا شديدا لنتنياهو وادعى ان توجهه السياسي الذي يكرس الوضع الراهن مني بالفشل.

وكان ليبرمان يتحدث خلال اجتماع مغلق عقده النادي الصناعي – الأكاديمي في جامعة تل ابيب، بحضور عشرات رجال الأعمال الكبار وعميد بنك اسرائيل السابق يعقوب فرانكل، وعدد من اصحاب الشركات الاقتصادية الرائدة في اسرائيل. وعرض ليبرمان توجها أكثر براغماتية ازاء الاتحاد الأوروبي، مقارنة بنتنياهو الذي هاجم الاتحاد الاوروبي، الاسبوع الماضي، على خلفية اعتراف برلمانه بالدولة الفلسطينية.

واكد ليبرمان اهمية العلاقات مع اوروبا والضرر الكبير الذي سيصيب اسرائيل اذا لم يتم دفع اتفاق سياسي. والمح الى ان استمرار الجمود السياسي يمكنه ان يقود الى فرض عقوبات اقتصادية من جانب الاتحاد الأوروبي، كتلك المفروضة على روسيا منذ اجتياح قواتها لأوكرانيا واحتلال شبه جزيرة القرم. وقال: "يتحتم علينا التوصل الى اتفاق سياسي، ليس بسبب الفلسطينيين او العرب، وانما بسبب اليهود، فهذا يعتبر مهما بالنسبة لعلاقاتنا مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. ولمن لا يعرف فان الاتحاد الاوروبي هو اكبر سوق لنا، من ناحية الصادرات وكذلك من ناحية الواردات".

وحسب رأي ليبرمان، "يخطئ من يعتقد انه يمكن الحفاظ على علاقات اقتصادية وثيقة في وقت تتدهور فيه العلاقات السياسية"، وقال ان "هذا لن ينجح ويتحتم علينا استيعاب ذلك". وعرض ليبرمان امام الحضور خطته السياسية للاتفاق الاقليمي الذي سيعالج في المقابل المسألة الفلسطينية والعلاقات مع الدول العربية ومسالة العرب في اسرائيل.

وقال: "يجب وضع حد لكل الخلافات والتوصل الى اتفاق مع كل ما يحيطنا، وفي اللحظة التي سنتوصل فيها الى اتفاق اقليمي يمكننا تكريس موارد اكبر للأبحاث والتكنولوجيا، وعندها سنتفوق على سويسرا".

وفي رده على سؤال وجهه اليه احد الحضور، انتقد ليبرمان سلوك نتنياهو السياسي امام الفلسطينيين، وقال: "اليوم لا يتم عمل شيء. هناك وضع راهن، نشد الى هناك والى هناك، خطوة الى الأمام وخطوة الى الوراء، لا توجد مبادرة، انا اؤيد المبادرة، يتحتم المبادرة لأنه عندما لا نبادر نخسر. هذا التوجه (الذي يقوده نتنياهو) مني بالفشل.. احترم نتنياهو لكن التوجه الذي اعرضه الآن افضل في هذه المرحلة".

وسئل ليبرمان عما اذا كانت إسرائيل تواجه تسونامي سياسي على خلفية تدهور مكانتها الدولية، فقال: "هذا ابعد من ان يكون تسونامي، آمل أن لا نصل الى تسونامي. ما يحدث الآن هو رياح خفيفة"، لكنه أضاف: "اذا لم نبادر سنصل الى التسونامي، ويتحتم ان تتم المبادرة الى اتفاق اقليمي شامل".

وانتقد ليبرمان خطة وزير الاقتصاد ورئيس "البيت اليهودي" نفتالي بينت، لضم الضفة، وقال: "هناك مفهوم بينت، لكن هذا يعني دولة واحدة ثنائية القومية. انه يقول لن نتخلى عن أي شبر ولن نتوصل الى أي تسوية، وهذا يعني حدوث أزمة مع العرب والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. انا لا اريد دولة واحدة للشعبين، انا اريد دولة يهودية قوية".

كما انتقد ليبرمان توجه رئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ، وقال: "انه يدعو الى الاتفاق مع الفلسطينيين بكل ثمن. لا يوجد شيء اسمه بكل ثمن. لا يوجد اتفاق مع الفلسطينيين فقط، هناك استعداد لاتفاق اقليمي". وعندما سئل عن اخلاء المستوطنات كجزء من الاتفاق، قال ان "مسالة الاقليم قابلة للحل"، واضاف "ان حدود إسرائيل يجب ان تشمل كل الكتل الاستيطانية الكبيرة. ومن الواضح انه يجب اجراء تبادل للأراضي. لقد تم الحديث في كامب ديفيد عن الكتل الاستيطانية، وكذلك في انابوليس، سنضطر الى اخلاء المستوطنات المعزولة، انا لا اشعر بالقلق في هذا الشأن".

وانتقد ليبرمان طريقة ادارة العلاقات مع الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، كما انتقد الوزراء الذين هاجموا القيادة الامريكية، وقال "عليهم جميعا ان يفهموا حجمنا الطبيعي وكيف تدار الأمور امام الأصدقاء حتى عندما لا يسود الاتفاق بيننا".

(المصدر: وزارة الإعلام - رام الله)

0 comments: