عام 2014 في القدس: 10 شهداء واعتقال حوالي 2250 فلسطينيا بينهم 700 قاصر

أصدر مركز معلومات وادي حلوة – سلوان تقريره السنوي لعام 2014، والذي رصد خلاله الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة.وقال المركز في تقريره السنوي أن مدينة القدس شهدت عدة أحداث كبيرة خاصة' في النصف الثاني' منها لم تشهدها من قبل.

وتوالى التصعيد في عدة مجالات منها المسجد الأقصى والعمليات النوعية ضد إسرائيليين، عدى عن عمليات الاعتقال الكبيرة وهدم المنازل والتوسع الاستيطاني، وردا على التصعيد الإسرائيلي الغير مسبوق في المدينة وعلى اعتداءات المستوطنين فقد شهدت كافة قرى وبلدات وأحياء مدينة القدس منذ شهر تموز وحتى نهاية العام مواجهات شبه يومية.

وابرز الانتهاكات التي ركز عليها التقرير هي الانتهاكات بحق المسجد الأقصى ، الشهداء في مدينة القدس، والاعتقالات، واعتداءات المستوطنين، والاستيطان، وعمليات الهدم، وحملة 'العقاب الجماعي'، والإبعادات عن القدس، وانتهاك حق التعليم، وقمع الفعاليات المختلفة في القدس.

ونفذ المستوطنون خلال العام الماضي جريمة 'اختطاف وقتل وحرق' الطفل محمد أبو خضير في شهر تموز 2014، وقتلوا المواطن يوسف الرموني شنقا أثناء عمله بالقدس الغربية في شهر تشرين ثاني، وهم ضمن عشرة شهداء سقطوا بنيران القوات الاسرائيلية.

واقتحم المسجد الأقصى خلال عام 2014 أكثر من 12 ألف متطرف اسرائيلي، ومنعت فيه صلاة الجمعة '17 مرة' كما اقتحمته قوات الاحتلال المدججة بالسلاح '17' مرة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 2200 فلسطيني من القدس، كما هدمت سلطات الاحتلال 100 منشأة وشردت 250 مواطنا من منزله.

المسجد الأقصى

وفيما يخص المسجد الأقصى فقد شهد تصعيدا إسرائيليا غير مسبوق باعتداءات من قبل جهات حكومية وشرطية وقيادات يمينية متطرفة، حيث عقدوا على مدار عام 2014 جلسات خاصة وعامة لبحث 'فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد الأقصى' وسحب الوصاية الأردنية منه، وتخصيص أماكن خاصة لصلاة اليهود وتخصيص أيام معينة خاصة في الأعياد، تماما كما يحصل في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، وطالب مسؤولون طوال عام 2014 بالسماح لليهود المتدينين وغير المتدينين أن 'يدخلوا ' المسجد الأقصى ويمارسوا فيه 'حرية العبادة'.

اغلاقات اقتحامات ومواجهات في الأقصى ومنع صلاة الجمعة

وأغلقت السلطات الإسرائيلية المسجد الأقصى خلال العام المنصرم 41 مرة (لا تشمل أيام الجمع)، حيث منعت فيه بعض الفروض، وأغلقت معظم أبوابه باستثناء أبواب حطة والسلسلة والمجلس، وحرمت المواطنين من الدخول والخروج الى الأقصى بحرية كاملة.

أما صلاة (الجمعة والفجر) فقد منعتها السلطات الإسرائيلية خلال عام 2014 (17 مرة)، واقتحمت القوات الإسرائيلية المدججة بالأسلحة ساحات المسجد الأقصى (17 مرة)،

وتعمدت السلطات الإسرائيلية ابعاد العشرات من المواطنين عن المسجد الأقصى لفترات تتراوح بين 3 أيام –حتى 90 يوما (قابلة للتجديد)، وتسبق فترة الأعياد اليهودية الإبعادات عن المسجد الأقصى، والابعاد شمل الأطفال والشبان والنساء وكبار السن.

ورصد مركز معلومات وادي حلوة -سلوان إبعاد 300 فلسطينياً عن الأقصى، خلال عام 2014، وأكثر الأشهر شهر هو 'نيسان 2014' حيث أبعد العشرات من الشبان والفتية عن المسجد.

10 شهداء في مدينة القدس

كان عام 2014 حافلا بالشهداء من مدينة القدس حيث شهد تنفيذ عدة عمليات ضد الإسرائيليين أدت إلى ارتقاء منفذيها برصاص القوات الإسرائيلية، واستشهد خلال العام الماضي 10 مقدسيين ( 3 شهداء من بلدة سلوان' الثوري- رأس العامود- البستان' و3 شهداء من قرية جبل المكبر، وشهيد من مخيم شعفاط ، وأخر من بلدة الطور، وآخر من حي شعفاط، وآخر من حي واد الجوز).

كما قامت السلطات الإسرائيلية بالتنكيل بعائلات الشهداء، من خلال اقتحام منازلهم واعتقال العديد من أفراد عائلاتهم (النساء والرجال)، وأصدرت قرارات هدم عسكرية لمنازلهم.

الاعتقالات

سجل عام 2014 ارتفاعا ملحوظا بعمليات الاعتقال العشوائية التي طالت مئات المقدسيين، وليس ذلك فحسب بل شكلت السلطات الإسرائيلية في شهر تموز الماضي ' وحدة خاصة' لتنفيذ الاعتقالات للحد من ظاهرة 'الاحتجاجات والمواجهات في القدس'، وقامت هذه الوحدة وبصورة عشوائية باعتقال معظم المقدسيين الذين اعتقلوا سابقا، بعد اقتحام المنازل وتفتيش بعضها.

ورصد مركز معلومات وادي حلوة اعتقال حوالي 2250 مقدسياً، بينهم 700 قاصر (70 منهم لم تتجاوز أعمارهم الـ 13 عاماً)، و69 سيدة، بينهم 3 طالبات مدارس، و15 مواطنا تتراوح أعمارهم بين 45-72 عاما. 

هدم 100 منشأة و20 قبرا... وتشريد 250 مواطنا

وخلال العام الماضي أشار مركز معلومات وادي حلوة في تقريره أن بلدية القدس التابعة للاحتلال واصلت تنفيذ هدم منشآت سكنية وتجارية وأسوار في أحياء مدينة القدس، بحجة البناء دون ترخيص، كما أجبرت البلدية العديد من المقدسيين على تنفيذ أوامر وقرارات الهدم بأيديهم، بعد تهديدهم بالسجن الفعلي وبفرض غرامات باهظة إضافة إلى إجبارهم على دفع أجرة الهدم.

ورصد المركز خلال العام الماضي هدم 6 بنايات سكنية، و18 منزلا بجرافات بلدية الاحتلال، وأدت عملية الهدم إلى تشريد حوالي 250 مقدسيا، كما هدمت طواقم سلطة الطبيعة 20 قبرا من مقبرة الشهداء في باب الأسباط، بدعوى أن الأرض مصادرة لسلطة الطبيعة.

كما يلاحق كابوس هدم المنازل الآلاف من المواطنين المقدسيين، بعد توزيع اخطارات هدم عليهم شملت كافة الأحياء في مدينة القدس، وخلال شهر (11-12) العام الماضي كثفت طواقم البلدية اقتحام الأحياء المقدسية وتوزيع اخطارات هدم عشوائية، وكان الملفت للنظر توزيع اخطارات هدم على منازل قديمة قائمة قبل احتلال القدس، وأخرى مبنية وحاصلة على تراخيص من البلدية، ومنازل قائمة منذ أكثر من 30 عاما.

اعتداءات مستوطنين 

ورصد المركز اعتداءات المستوطنين على المقدسيين وممتلكاتهم، مشيراً أنه بسبب عدم وجود أي رادع من قبل السلطات الإسرائيلية لقطعان المستوطنين تزايد تنفيذ الاعتداءات على الفلسطينيين خلال الأعوام الأخيرة، حيث نفذ 3 مستوطنين جريمة بشعة لن تنسى بحق الطفل المقدسي 'محمد حسين أبو خضير 17 عاما' باختطافه من أمام منزله أثناء توجهه الى مسجد شعفاط 'الملاصق للمنزل' لأداء صلاة الفجر في شهر رمضان، وذلك بتاريخ 2-7-2014، وقاموا بالاعتداء عليه وقتله وحرقه.

وتكرر اعتداء المستوطنين على المقدسيين، ففي تاريخ 17-11-2014 جسدت مجموعة منهم تهديداتها العلنية وملاحقتها للمقدسيين، بقتل السائق يوسف الرموني 32 عاما شنقا أثناء عمله في 'حافلات ايجد'.

ورصد أكثر من 80 اعتداء على مواطنين فلسطينيين نفذها المستوطنون في القدس بشقيها الشرقي والغربي، ونفذت الجماعات اليهودية المتطرفة بتوقيع من عصابة 'تدفيع الثمن' اليهودية والمستوطنين عدة اعتداءات ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، إضافة إلى الاعتداء على السكان في منازلهم، ومهاجمة الأحياء السكنية التي غرست فيها البؤر الاستيطانية.

وقامت جماعة 'تدفيع الثمن' بخط شعارات على كنيسة' سيدة فلسطين'، وعلى الكنيسة الرومانية، وعلى منزل عائلة المغربي بالقدس القديمة، كما قام أحد المستوطنين بإطلاق النار في حارة النصارى بالقدس القديمة.

ورصد المركز قيام المستوطنين بتخريب اطارات 103 سيارة وشاحنتين وحافلة، في بيت صفافا وقرية شرفات والشيخ جراح وحي واد ياصول بسلوان، وفي القدس الغربية تابعة لكنسية.

وقام المستوطنون خلال عام 2014، بمهاجمة المحلات التجارية بالقدس الغربية للاعتداء على العاملين العرب فيها، إضافة إلى ترديد الهتافات العنصرية ضد العرب.

انتهاك حق التعليم 

أما في شأن الانتهاكات بحق المسيرة التعليمية ومستوى التمييز ضد المؤسسات التعليمية في القدس فقد بقيت المشاكل التعليمة في القدس خلال عام 2014 دون حل، وتتمثل بنقص الغرف الصفية، وعدم بناء مدارس جديدة من قبل بلدية الاحتلال للطلبة، مما اضطر الأهالي لتسجيل أبنائهم في أماكن بعيدة عن مكان سكنهم.

وصعدت السلطات الإسرائيلية عام 2014 من انتهاك 'حق التعليم' باقتحام المدارس واعتقال طلبتها أثناء توجههم إليها، إضافة إلى رش المياه العادمة عليها بصورة متعمدة، علما أن هذه المياه تؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة عدة أيام، وتتسبب بحالة من عدم التركيز والاختناق للطلاب.

قمع حريات الرأي ... واستخدام مفرط للقوة وإغلاق مؤسسات

وواصلت السلطات الإسرائيلية خلال العام الماضي قمع حرية الرأي والتعبير في القدس، بمنع كافة الفعاليات والنشاطات (ثقافية، رياضية، وطنية) التي كانت تنظم في مكان مغلق أو في الشوارع، بدعوى تنظيمها من قبل 'السلطة الفلسطينية' مستندة في ذلك إلى قانون لتطبيق الاتفاق الوسط بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة (تحديد نشاطات) لعام 1994.

واقتحمت القوات العام الماضي العديد من المراكز والنوادي والمؤسسات قبيل تنظيم فعالية أو نشاط، وتعمدت القوات قمع معظم الفعاليات التي نظمت في مدينة القدس، والتي تزامنت مع المناسبات الوطنية والعامة، حيث رصد المركز قمع فعاليات مناصرة للأسرى، وفعاليات مناصرة للأقصى، ومناصرة لغزة، ومسيرة ليوم المرأة، ويوم الأرض، إضافة إلى قمع زفة العرسان التي كانت تنطلق من المسجد الأقصى، ومظاهرات في ذكرى النكبة والنكسة، ومسيرات مناهضة 'لمسيرة الأعلام الإسرائيلية'، وفعاليات للأطفال في شوارع القدس، ولماراثون رياضي ، ولفعالية 'سلسلة القراء'.

كما منعت المسيحيين من استقبال بابا الفاتيكان في القدس خلال زيارته المدينة في شهر أيار الماضي، بتحديد تحركاتهم والاعتداء عليهم واعتقال بعضهم أثناء تجمعهم لإلقاء التحية عليه لدى مرور موكبه من طريق الباب الجديد والعمود، وخلال زيارة البابا للمدينة قمعت السلطات الإسرائيلية سكان 'حي الصوانة' حيث كان يتواجد البابا في مقر 'القاصد الرسولي' بإغلاق الطرق وعرقلة سيرهم واعتقال العديد من شبان الحي.

وأغلقت السلطات الاسرائيلية 3 مؤسسات في مدينة القدس، وهي جمعية 'نماء' في قرية بيت صفافا، وجمعية الزكاة والصدقات في قرية صور باهر، ومؤسسة القدس في شارع صلاح الدين، بدعوى القيام بنشاطات تابعة 'لحركة حماس'.

الاستيطان

صادقت الحكومة الإسرائيلية خلال عام 2014 على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، كما طرحت مشاريع أخرى للبناء.

ووافقت السلطات الإسرائيلية على بناء 2610 وحدات استيطانية في 'جفعات هماتوس' و 500 وحدة استيطانية في 'رامات شلومو'.

كما طرحت مناقصات لبناء 2239 وحدة استيطانية في مدينة القدس على النحو التالي: 1000 وحدة في 'راموت شلومو'، 294 في 'راموت'، 182 وحدة في بسغات زئيف، 56 وحدة في النبي يعقوب، 708 وحدة في جيلو. 

وخلال عام 2014 ارتفع عدد المستوطنين الذين يعيشون بالبؤر الاستيطانية في أحياء القدس (سلوان الصوانة والشيخ جراح رأس العامود والطور) وحسب تقارير إسرائيلية فإن عدد المستوطنين ارتفع من 2500 مستوطنا الى 2750 مستوطنا، وذلك بعد الانتهاء من مشاريع البناء المستوطنات والسيطرة على منازل.

واستولت جمعية العاد الاستيطانية و'عطيرت كوهانيم' خلال عام 2014 على 36 شقة سكنية، منها 10 شقق سكنية في بلدة سلوان ، بطرق ملتوية أو عن طريق سماسرة.

كما اعلنت جمعية 'عطيرت كوهنيم' الاستيطانية المتطرفة، عن شرائها مبني البريد في شارع صلاح الدين وسط القدس المحتلة لتحويله إلى مدرسة دينية تلمودية.

كما قام المستوطنون بتزييف أوراق للاستيلاء على مبنى مسرح 'الحكواتي' ومبنى النزهة وسط القدس.

إبعادات عن القدس وحملة العقاب الجماعي ضد المقدسيين

ضمن سياسة العقاب بحق المقدسيين قامت السلطات الإسرائيلية وبقرار من ما يسمى 'قائد الجبهة الداخلية'، واستنادا لقانون 'الدفاع' ساعة الطوارئ 1945 ابعد 6 شبان عن مدينة القدس، بحجة خطورة بقائهم في المدينة.

وكان رئيس البلدية نير بركات قد أوعز نهاية شهر تشرين أول الماضي لمدير البلدية ورؤساء الاقسام بتكثيف حملات 'تطبيق القانون في القدس الشرقية'، ويشمل ذلك مداهمة المحلات غير المرخصة وتسليمها انذارات بضرورة الترخيص خلال أسبوع وإلا ستغلق نهائيا، تقييد مخالفات للسيارات (على كل شيء)، وتفعيل أوامر هدم البيوت العالقة والمؤجلة، بل وحتى مصادرة الحيوانات، إضافة إلى ذلك تنشط سلطة الضرائب في مداهمة المحلات وتغريم أصحابها ومصادرة معداتهم.

كما أنشأت البلدية وحدة مراقبة جويّة لغرض ما أسمته 'فرض القانون' في المدينة، لتوفير وتحديد مواقع ما يسمى 'الإخلال بالنظام' والتجمعات الكبيرة وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة أو إطلاق المفرقعات، كما تشكل هذه الوحدة ذراعاً جوياً للبلدية لتحديد مواقع البناء غير 'المرخص'، وإلقاء مخلفات الهدم بصورة غير قانونية، والمحلات التجارية غير المرخصة.

0 comments: