قال موقع “نيوز وان” الإسرائيلي إن محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح يسعى أن يكون بديلا للرئيس الفلسطيني محمود عباس، معتمدا على تأييد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وحركة حماس في قطاع غزة.
وذهب ” يوني بن-مناحيم” محلل الشئون العربية بالموقع إلى أن تدخلات دحلان تزادت بشكل كبير في قطاع غزة في الأسابيع الماضية، حيث بدا واضحا أنه يحاول استغلال الأوضاع الصعبة في القطاع بعد عملية” الجرف الصامد” كي يصبح عنصرا فاعلا، وأنه ينظر إلى نفسه كوريث محتمل لعدوه اللدود محمود عباس.
دحلان طُرد من صفوف حركة فتح واتهم بالفساد، كذلك نسبت له اتهامات خطيرة كالتورط في اغتيالات شخصيات فلسطينية بارزة.
محمود عباس شخصيا اتهم دحلان علانية بالمشاركة في اغتيال الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، وذلك في مارس 2014 في اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح، وتم نقل الاتهامات عبر التلفزيون الفلسطيني.
ويحاول دحلان الآن -بحسب المحلل الإسرائيلي- لعب دور سياسي من خلال استغلال علاقاته الشخصية والإقليمية لتعزيز مكانته وشعبيته، داخل قطاع غزة تحديدا كخطوة اولى.
وأضاف “بن- مناحيم”:في هذا السياق، التقى دحلان قبل اسبوعين بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأقنعه بفتح معبر رفح لعدة أيام للسماح بدخول المرضى والطلاب الفلسطينيين للقطاع كإشارة إلى حسن النية.. والتقى السيسي دحلان قبل عدة أيام من لقائه بمحمود عباس في القاهرة، وسمح له بالحصول على “الرصيد” والإعلان عن ذلك أمام وسائل الإعلام”.
نشاطات أخرى يقوم بها دحلان داخل القطاع تتعلق بمساعدات مالية للمواطنين المحتاجين، حيث أقام مع حركة حماس وفصائل أخرى ” لجنة مساعدة” توزع الأموال على أسر الضحايا والمصابين في عملية ” الجرف الصامد”.
وبحسب المحلل الإسرائيلي يتلقى دحلان تلك الأموال من دول الخليج، ومنذ اسبوعين أرسل زوجته الدكتورة جليلة دحلان للقطاع حيث تقوم بنشاطات مكثفة لتوزيع الأموال على المحتاجين بموافقة حركة حماس.
تقديرات مصر وحركة حماس هي أن محمود عباس على وشك إنهاء مدته كرئيس للسلطة الفلسطينية التي يترأسها من 2004 منذ وفاة ياسر عرفات. وما يخدم دخلان أن عباس يواجه مشكلات على الساحة الفلسطينية الداخلية.
داخل قيادة السلطة الفلسطينية هناك استياء من قبل عدد من الشخصيات البارزة أمثال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من طريقة اتخاذ القرارات والصورة التي يعمل بها محمود عباس في المجال السياسي وفي كل ما يتعلق بقطاع غزة وعملية المصالحة مع حركة حماس.
هناك الآن بين محمد دحلان وحركة حماس “تطابق مصالح” وهذا هو سبب التقارب بينهم, فحماس تواجه وضع سياسي صعب، وعملية المصالحة مع حركة فتح عالقة، لذلك تتعاون مع دحلان رغم الخلاف السياسي بينهما، لأنها تعتقد أنه بدأ في سحب البساط من تحت أقدام محمود عباس بواسطة عناصر بارزة في السلطة الفلسطينية، تستعد للمرحلة القادمة حيث المعركة السياسية الجديدة بعد استقالة محمود عباس من منصبه.
وتقدر عناصر فلسطينية ذات ثقل أن دحلان بدأ في إنشاء محور للتعاون مع شخصيات بارزة بالسطلة الفلسطينية ومع شخصيات إقليمية في مصر والخليج ودولية يمكنها دعم وريث مؤكد لعباس حتى إجراء الانتخابات الرئاسة.
في هذا السياق يذكر اسم دكتور سلا فياض الصديق الشخصي بدحلان والمقبول لدى الوﻻيات المتحدة ومصر وإسرائيل، على حد قول” بن- مناحيم”.
في حرمة حماس يدركون الغضب الداخلى في الحركة بسبب التقارب مع دحلان والتعاون معه. دحلان سبق وشغل في الماضي منصب رئيس جهاز الأمن الوقائي بقطاع غزة خلال حكم ياسر عرفات ويتهم بالتورط في عمليات تصفية لنشطاء في حماس واستخدام التعذيب في التحقيق مع نشطاء آخرين.
صحيفة “القدس” الصادرة في القدس الشرقية نشرت في 17 يناير أنه قبل عدة أيام نشرت حركة حماس وثيقة داخلية بين أعضائها تشرح فيها العلاقة مع دحلان لاستيعاب الغضب داخل الحركة.
بدا أن هناك معسكرين حول هذه القضية الأول برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة وإسماعيل هنية المؤيد للعلاقات مع دحلان، والثاني المعارض لهذا الاتجاه بزعامة صلاح البردويل ويحيي موسى.
جاء في الوثيقة الداخلية أنه ليس لحماس علاقات رمسية مع دحلان وأن وسائل الإعلام تضخم الموضوع. وأكدت حماس أنها سمحت لدحلان بعمليات خيرية لصالح سكان القطاع لكنها شددت على أنها لم تسمح له بالعودة للقطاع خلال المرحلة الحالية حتى تتضح حقيقية عدة عمليات تتعلق بماضيه.
وهناك تأكيدات في حماس أن الجناح العسكري للحركة هو الذي سيقرر في نهاية الأمر طبيعة العلاقات بين حماس ودحلان. وختم “بن- مناحيم” بالقول:” تجدر الإشارة إلى أن دحلان يرتبط بعلاقة جيدة مع محمد ضيف الذي يعتبر “القائد الأعلى” للجناح العسكري كتائب عز الدين القسام، حيث قبع الاثنان سويا في نفس الزنزانة بالسجن الإسرائيلي خلال الثمانينيات.
المصدر (ديلي أرابيا)
0 comments: