تظاهر عشرات من ذوي شهداء الحرب على غزة أمام مؤسسة رعاية أسرى الشهداء والجرحى في مدينة غزة، أمس، احتجاجاً على عدم صرف رواتب ومخصصات شهداء الحرب حتى الآن.
وأعرب المتظاهرون عن تذمرهم الشديد لعدم تسوية أوضاع أبنائهم الشهداء والجرحى رغم مرور أكثر من أربع سنوات على استشهادهم وإصابتهم، وأدانوا استمرار ضياع حقوقهم رغم تدهور أوضاعهم المادية بعد استشهاد أبنائهم.
وطالب المتظاهرون الرئيس محمود عباس والجهات المعنية بالإسراع بحل مشكلتهم، وحذروا من خطورة استمرار تجاهل مطالبهم، معربين عن استهجانهم عدم اعتماد أبنائهم شهداء أسوة بالشهداء الآخرين وكذلك الجرحى.
ورفع المتظاهرون يافطات تطالب بإنصافهم والاعتراف بحقوق أبنائهم الشهداء.
وانتقد المسن ماهر بدوي والد الشهيد محمد بدوي وأحد القائمين على التظاهرة استمرار تجاهل مؤسسة أسر الشهداء والجرحى حقوق أبنائهم الشهداء رغم مطالباتهم المتكررة.
وقال بدوي لـ"الأيام" إنه لم يتبق أمامهم المزيد من الصبر بعد مرور أربع سنوات ونصف على هذا التجاهل غير المبرر، وما سببه من آثار مادية كارثية على أسر الشهداء، وأوضح أن أسر الشهداء تلقت وعوداً كثيرة خلال السنوات الأربع الماضية لحل المشكلة ولكن دون جدوى ودون تحقيق الحد الأدنى منها، مطالباً الرئيس عباس بالتدخل لحل المشكلة.
أما رحمة السيلاوي زوجة الشهيد إبراهيم السيلاوي فقد استعرضت أوضاعها الاقتصادية الصعبة التي تعيشها بعد استشهاد زوجها خلال حرب غزة، وقالت إنها تواجه صعوبات في توفير الحد الأدنى من احتياجات أسرتها المكونة من عشرة أفراد مع استمرار تجاهل المؤسسات الرسمية لاعتماد زوجها شهيدا وبالتالي الحصول على المخصصات المالية اللازمة.
وطالبت السيلاوي بالإسراع في حل مشكلة شهداء حرب غزة حتى لا تزداد أوضاعهم سوءا، مع تراجع الدعم المقدم من المؤسسات الخيرية المحلية.
ولم تكن حال هبة الغندور زوجة شهيد من شهداء الحرب أفضل حالاً، وقاطعت الحديث مع السيلاوي بالتساؤل عن السبب الحقيقي وراء عدم اعتماد هؤلاء الشهداء أسوة بالشهداء الآخرين.
وتواجه الغندور في أواخر العشرينات من عمرها مشاكل جمة في توفير الحد الأدنى من مصروف أبنائها الأيتام الأربعة بعد انقطاع بعض المساعدات التي كانت تتلقاها من مؤسسات محلية.
وتلوم الغندور جميع المسؤولين على تقصيرهم في حق شهداء حرب غزة وتركهم أبناء هؤلاء الشهداء يواجهون مصيرهم بأنفسهم.
ولا تريد سمية الشرافي زوجة الشهيد سمير الشرافي أكثر من أن تعيش بكرامة كباقي أسر الشهداء المعترف بحقوقهم ويحصلون على مستحقات تعفيهم شر التسول والضياع بين دهاليز المؤسسات.
وتعاني الشرافي من عدم مقدرتها على تغطية نفقات أسرتها وأبنائها الطلاب في المدارس والجامعات وهو ما دفعها للمشاركة في التظاهرة التي استمرت لعدة ساعات.
وضم رياض الميدنة رئيس جمعية الجريح الفلسطيني صوته إلى أصوات ذوي الشهداء والجرحى في مطالبهم، داعياً الجهات المسؤولة إلى إنهاء هذا الملف والاعتراف بحقوق الشهداء وذويهم فوراً.
وقال إن أكثر من 1400 شهيد و3000 جريح من ضحايا حرب غزة لم يعترف بهم كشهداء وجرحى ضمن مؤسسة رعاية الشهداء والجرحى حتى الآن، ما يحرم ذويهم من المخصصات المالية كباقي أسر الشهداء والجرحى.
بدوره، قال محمد جودة النحال مدير مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى في قطاع غزة إن الانقسام ألقى بظلاله على هذه القضية ويمنع حلها بسبب وجود الكثير من الإشكالات في هذا الموضوع لاسيما مع انتساب الكثير من الشهداء لأجهزة أمنية ومؤسسات شرطية تتكفل قانونياً وعملياً بأسر وذوي الشهداء كما هو معمول به منذ سنوات طويلة ويبلغ عددهم نحو 600، لكنه أكد أهمية حل هذه القضية من جذورها.
وطالب النحال في حديث مع "الأيام" بإنهاء الانقسام لحل هذه المشكلة وباقي المشاكل، مؤكداً أن مؤسسته تبذل جهوداً كبيرة من أجل حل المشكلة، ولكن ثمة رأيا آخر في القضية لجهات مالية أخرى.
0 comments: