أثار يهودي حنق قوى اليمين الإسرائيلية، عندما رفع العلم الفلسطيني على شرفة بيته في تل أبيب، في اليوم الذي أحيت فيه إسرائيل الذكرى الخامسة والستين لقيامها.
وقد هاجمه يمينيون وحرضوا عليه، ثم أقاموا مظاهرة أمام بيته وراحوا يتهمونه بالخيانة ويهددون بقتله. ويدعى الإسرائيلي المذكور، غور مينتسر، ويسكن في حي يهودي يدعى «بيبل» شمالي مدينة تل أبيب، يقوم على أرض فلسطينية كانت تقطنها قبل نكبة 1948، عشيرة الجماسين.
وغور واع تماما لهذه الحقيقة، بل إنه، كما قال، أراد أن يذكر سكان الحي بأنهم يعيشون فوق أرض لشعب افتقدها. وهو معروف كأحد نشطاء السلام الإسرائيليين الذين يحرصون على المشاركة مع أهالي قرية نعالين الفلسطينية، غرب رام الله، التي يتظاهر أهلها ضد الجدار العازل كل أسبوع على مدى خمس سنوات.
وقد سبق له وأن دخل في صدامات مع قوات الاحتلال. وفي إحدى المرات اعتقل وقدم إلى المحاكمة بتهمة إهانة جندي احتلال وتم تغريمه بمبلغ 1300 دولار. وقدم للمحاكمة مرة أخرى بعدها، لكن المحكمة برأته من تهمة مشابهة.
وهذا الأسبوع، عندما كان الإسرائيليون يحتفلون بذكرى قيام إسرائيل ويرفعون أعلامها على أسطح وشرفات المنازل، اختار مينتسر الاحتفال بطريقته الخاصة، فرفع علم فلسطين على شرفة منزله في تل أبيب. وقد أثار ذلك غضبا في صفوف قوى اليمين في الحي، وتعرض غور لهجوم كاسح في الـ«فيس بوك»، وشتموه بأقذع الألفاظ لأنه «رفع علما معاديا في الوقت الذي كنا نحيي فيه ذكرى قتلى حروب إسرائيل»، واتهموه بالخيانة وهددوه.
لكنه لم يرتدع ولم يخف، بل واجه الانتقادات له بالرد الحازم، إنه يتصرف بالشكل الإنساني والأخلاقي الصحيح. وكتب لمهاجميه: «مئات آلاف الفلسطينيين بمن فيهم أبناء قبيلة الجماسين التي أقيمت ضاحية (بيبل) على أراضيهم، دفعوا حياتهم في مسيرة نضالهم بمعدل 10 قتلى مقابل كل قتيل إسرائيلي. كما فقد أكثر من مليون منهم منازلهم، والكارثة التي حلت بهم وموتهم وتهجيرهم، هي أيضا جزء من ثمن استقلالنا وهو طبق الدم والمعاناة التي قدمت لنا عليه الدولة اليهودية».
(المصدر) الشرق الأوسط
0 comments: