كتبت "هآرتس" ان مراقب الدولة، يوسف شبيرا، يؤخر منذ عدة أسابيع نشر تقرير أعده مكتبه، حول المصروفات الباهظة في منازل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وذلك بعد أن طلب منه محامي نتنياهو عدم نشر التقرير قبل الانتخابات. وقال احد المطلعين ان التقرير بات جاهزا وانه يعتقد بأن نشره قبل الانتخابات سيمس بصورة رئيس الحكومة.
وكان مراقب الدولة قد قرر في ايار 2013، وفي اعقاب وصول شكاوى اليه، فحص مصروفات منازل رئيس الحكومة وعائلته، في القدس وقيسارية. وتم استكمال التقرير مؤخرا، بعد تلقي رد نتنياهو، لكن شبيرا لا يسارع الى نشره. وامس الاول نشر شبيرا عدة تقارير خاصة، وابقى على تقرير نتنياهو في درجه. وعلمت "هآرتس" ان محامي نتنياهو، دافيد شومرون، توجه مؤخرا الى شبيرا وطلب منه الامتناع عن نشر التقرير، كما طلب منه تأخير نشر تقرير آخر يتعلق برحلات نتنياهو وزوجته الكثيرة على حساب اصحاب رؤوس اموال وجمعيات، خلال فترة شغل نتنياهو لمنصب وزير المالية في حكومة شارون. ويعرف ذلك الملف باسم "بيبي تورز".
يشار الى ان تقرير المصروفات في منازل عائلة نتنياهو يشمل شراء وجبات طعام بمئات آلاف الشواقل، وباقات زهور بعشرات آلاف الشواقل، وصرف مبالغ باهظة على تصفيف الشعر وشراء احذية وغيرها، على حساب دافع الضرائب الاسرائيلي. كما يتطرق التقرير الى اموال الجمهور التي تم استثمارها في المنزلين الخاصين لعائلة نتنياهو في القدس وقيسارية. وقالت مصادر مطلعة ان شبيرا عمل في هذا الموضوع بنفس طريقة تعامله مع الملفات المتعلقة بنتنياهو – بقفازات من حرير.
ويشار الى ان نتنياهو دعم انتخاب شبيرا لمنصب مراقب الدولة، بل اجرى له لقاء عمل خاص في ديوانه الرسمي في القدس، قبل قيامه بتجنيد حزب الليكود لدعم انتخابه. كما عمل المحاميان شومرون ويحيئيل غوطمان، من اجل انتخاب شبيرا. وبعد انتخابه قام شبيرا بتعيين نجل غوطمان، متان، مساعدا لمدير عام مكتب مراقب الدولة، ويعتبر اليوم شخصية قوية ومؤثرة في مكتب المراقب. ويتولى المحامي شومرون منذ سنوات الدفاع عن عائلة نتنياهو وهو المسؤول عن معالجة ملفات الرقابة المتعلقة بنتنياهو.
وبعد عدة اشهر من توليه لمنصبه قام شبيرا بفصل مستشاره لشؤون الفساد ناحوم ليفي، الذي تولى التحقيق في ملف "بيبي تورز"، علما ان المراقب السابق ميخا لندنشتراوس رفض طلب نتنياهو اقصاء ليفي عن التحقيق، بعد التوصية التي قدمها بمحاكمة نتنياهو وزوجته في ملف الهدايا والنقليات والذي انتهى باغلاق الملف بادعاء عدم توفر ادلة.
كما يؤخر شبيرا العمل على ملف رحلات عائلة نتنياهو، وقالت مصادر مطلعة ان شبيرا يميل الى تبني طلب شومرون بعدم نشر التقارير المتعلقة بنتنياهو قبل الانتخابات، لكنها تعتقد ان الضغط الجماهيري من شأنه ان يجبره، على نشر تقرير المصروفات، على الأقل. وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تقديم تسهيلات لعائلة نتنياهو منذ الاعلان عن تبكير موعد الانتخابات. فقد ابلغت النيابة العامة محكمة العمل القطرية، مؤخرا، بأنها تطلب تأجيل ادلاء سارة نتنياهو بإفادتها امام المحكمة في الشكوى التي قدمها مدبر منزلها السابق ميني نفتالي، والتي يطالب فيها بتعويضه عن الاهانة التي تعرض لها خلال عمله في منزل عائلة نتنياهو من قبل سارة وزوجها.
في قضية اخرى تتعلق باستيلاء سارة نتنياهو على الاموال التي كانت تجبيها لقاء اعادة الزجاجات الفارغة للمشروبات التي استهلكتها العائلة على حساب الدولة، قرر شبيرا تحويل الملف الى المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين، كون سارة تعتبر شخصية لا تخضع المسؤولية عنها لمكتب المراقب. وقالت وزارة القضاء انها تنتظر تقرير المراقب عن منازل عائلة نتنياهو والذي يشمل حكاية سارة والزجاجات الفارغة.
واجرت الشرطة، امس، مشاورات داخلية لفحص الموضوع بعد كشف القضية في صحيفة "هآرتس"، لكن الشرطة قررت انتظار توجيهات المستشار القضائي للحكومة، بسبب قرار المستشار تحويل كل عمل يتعلق برئيس الحكومة اليه.
0 comments: