قالت صحيفة "واشنطن بوست" على الرغم من نضال آلاف من العائلات الغزاوية للنجاة وسط الدمار الذى خلفته حرب إسرائيل الصيف الماضى إلا أن حماس تستثمر مواردها مرة أخرى فى الاستعداد لمعركة جديدة مع إسرائيل لا يمكنها الفوز بها، وفى ظل تقارير تتحدث عن أن الأطفال يموتون من التعرض لها.
وتحدثت الصحيفة عن حدث شهده قطاع غزة يوم الخميس الماضى، وهو حفل تخرج لآلاف من الشباب يرتدون زيا عسكريا بعد أسبوع من التدريب على يد الجناح العسكرى لحركة حماس، وقالت إن هذا الأمر يعد اتهاما آخر لتلك الحركة التى تصفها بالإرهابية والتى بدأت ثلاث حروب مع إسرائيل فى غضون ست سنوات بينما حرمت شعبها وتعداده 1.8 مليون نسمة من أى أمل بالتطور السلمى.
إلا أن الصحيفة رأت أن هذا الأمر يمثل دليلا مخزيا على فشل أطراف أخرى بدءا من السلطة الفلسطينية وإسرائيل ومصر وحتى الولايات المتحدة فى القيام بخطوات لانتشال غزة من دائرة إراقة الدماء والحصار المأسوية.
ورأت الصحيفة أن حرب الصيف الماضى التى أدت إلى مقتل أكثر من ألفين من الغزاويين وتدمير كلى وجزئى لـ 124 ألف منزل، كان يمكن أن تكون نقطة تحول. فقد ضغطت إسرائيل لنزع سلاح حماس كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، ورغم أن هذا الأمر تبين أنه مستحيل، فقد ضغطت الولايات المتحدة ومصر من أجل صيغة تتحمل السلطة الفلسطينية بموجبها مسئولية الأمن على حدود القطاع بما يسمح بالتوسع فى التجارة والإغاثة الإنسانية.
لكن هذا الاتفاق لم ينفذ أبدا، فرفضت حماس التخلى عن نقاط تفتيشها على الحدود، بينما اختار الرئيس الفلسطينى محمود عباس تركيز طاقاته على هجوم دبلوماسى آخر خاوى على الولايات المتحدة بدلا من العمل على الخيار الأكثر صعوبة المتمثل فى استعادة النظام فى غزة.
وكانت النتيجة المتوقعة أن مصر أغلقت حدودها وضاعفت جهودها لمنع التهريب، بينما سمحت إسرائيل القلقة من إعادة تسليح حماس بجزء صغير من الواردات التى تقول الأمم المتحدة إنها تحتاجها لإعادة الإعمار.
بينما تراجع المانحون الدوليون وعلى رأسهم الدول العربية عن تعهداتهم بتمويل إعادة الإعمار، مما أجبر وكالة غوث اللاجئين على وقف الدفع للعائلات الأسبوع الماضى.
وتتجاهل الصحيفة حقيقة أن إسرائيل قوة إحتلال تتحمل بموجبها المسئولية عن حصار قطاع غزة وتستغرب من تحميل مسئولى الأمم المتحدة إسرائيل مسئولية الوضع الرهيب، على الرغم من أن إغلاق الحدود مع مصر أشد وطأة، حسب الصحيفة.
0 comments: