ارتياح في الليكود بعد ظهور نتائج الانتخابات الداخلية: فايغلين وحوطوبيلي سيبقيان في البيت

كتب العديد من المحللين السياسيين في الصحف الاسرائيلية، الجمعة، ان نتائج الانتخابات الداخلية في حزب الليكود، جعلت نتنياهو والمقربين منه يتنفسون الصعداء، خاصة على ضوء اقصاء شخصيتين اشكاليتين أساءتا الى صورة الحزب خلال الدورة السابقة: موشيه فايغيلن وتسيبي حوطوبيلي.

وقد انتخب وزير الداخلية غلعاد اردان للمكان الأول في قائمة حزب الليكود، بعد رئيس القائمة، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي فاز برئاسة القائمة بفارق ساحق على منافسه داني دانون، وفاز، ايضا، بدعم جارف لطلبه تخصيص مكانين مضمونين في قائمة الليكود لشخصين سيختارهما بنفسه.

وكتبت الصحف انه يستدل من النتائج ان اردان تغلب بفارق 3000 صوت على رئيس الكنيست يولي ادلشتاين، الذي حظي بالمكان الثالث بعد نتنياهو واردان. واحتل المكان الرابع الوزير يسرائيل كاتس، تليه ميري ريغف، ثم سيلفان شالوم وموشيه يعلون وزئيف الكين وتساحي هنغبي وداني دانون. ولم يتمكن رئيس لجنة الخارجية والامن ياريف ليفين، والوزير يوفال شطاينتس ونائب الوزير اوفير اوكونيس من الانخراط بين العشرة الأوائل، وانتخبوا بين المرشحين في العشرة الثانية.

وتعتبر القائمة التي تم انتخابها يمينية ورمادية. وتم انتخاب كل نواب الليكود الحاليين في الأماكن المتقدمة حتى المكان الخامس عشر، باستثناء ثلاثة نواب، احداهن ليمور لفنات التي استقالت من العمل السياسي، والثانية نائبة الوزير تسيفي حوطوبيلي التي انتخبت للمكان السادس والعشرين، وغير المضمون، وموشيه فايغلين الذي اقصي الى العشرة الرابعة.

وفي اعقاب فشل فايغلين في الوصول الى مكان مضمون، وهو الذي يرمز الى الوجه اليميني المتطرف في الحزب، وصف نتنياهو القائمة التي تم انتخابها بأنها "معتدلة وتمثيلية ومتوازنة"، رغم انها تضم اعضاء من جناح الصقور في الحزب كميري ريغف وداني دانون وزئيف الكين.

وقال نتنياهو، امس انه "خلافا لما توقعوا، فقد اخترنا قائمة ممتازة، متوازنة، مجربة ومسؤولة ستساعدني على مواصلة قيادة الدولة بنجاح. هذه النخبة تمثل كل اجزاء البلاد، لدينا شخصيات تملك توجها صحيحا، حكيما ومسؤولا في المجالات الامنية والسياسية والالتزام الاجتماعي والاقتصادي. هذه قائمة لحزب السلطة، قائمة ستساعدنا على هزم اليسار بقيادة تسيبي وبوغي (يقصد ليفني وهرتسوغ)".

يشار الى ان يعلون كان يتخوف حتى يوم امس على مكانه في القائمة، لأن اربع مجموعات رئيسية من الأعضاء في المستوطنات شطبته من سجلاتها، بسبب اعتباره "عدوا للمستوطنات" بادعاء قيامه "بمراكمة العراقيل امام البناء في المستوطنات" (!) والاحتكاكات بين المستوطنين وقوات الجيش. لكن وزير الامن تغلب على الصفقات وحظي بالمكان السابع في القائمة.

اما رئيس جهاز الشاباك سابقا، افي ديختر فوصل الى المكان العشرين في القائمة. وفاز جاكي ليفي، نجل وزير الخارجية الأسبق، دافيد ليفي بالمكان الثامن عشر. وقد يجد ليفي نفسه في الكنيست الى جانب شقيقته اورلي ليفي اباكسيس التي يتوقع ان تنافس على مقعد لها في اطار "إسرائيل بيتنا". اما ايوب القرا فنال المكان الرابع والعشرين، المخصص للقطاع غير اليهودي (حسب استطلاعات الرأي لن يصل الى الكنيست).

وقالت "هآرتس" ان من شأن نتنياهو الآن محاولة اجراء تغيير في القائمة من خلال المكانين المخصصين له. فاقصاء نائبين متدينين، بينهم امرأة، من شأنه ان يمس بالحزب امام قائمة "البيت اليهودي". ويتكهنون في الليكود بأنه سيعمل على ترشيح نساء اخريات في القائمة، علما ان امرأتين فقط، ميري ريغف وجيلا جملئيل وصلتا الى مكانين مضمونين في القائمة.

ريغف ستصارع على منصب وزاري

ورغم نجاح ميري ريغف بالوصول الى مكان متقدم وتغلبها على شخصيات رئيسية في الحزب، بينها عدد من الوزراء كيعلون وشالوم، الا انه يمكن لنتنياهو ان يختار جملئيل لمنصب وزاري وليس ريغف التي يمقتها وسيفعل كل شيء كي لا تحصل على منصب وزاري.

وكان نتنياهو قد صرح مؤخرا ان الحصول على مكان متقدم في القائمة لا يضمن الجلوس حول طاولة الحكومة. واوضح مصدر في الحزب، امس، ان ريغف تعتبر مقربة من منافس نتنياهو غدعون ساعر (وزير الداخلية السابق الذي استقال من منصبه مؤخرا)، كما انها وجهت اليه انتقادات علنية وعارضت مبادرته الى فرض ضريبة القيمة المضافة على الخضار والفاكهة. يضاف الى ذلك ان نتنياهو وعد جملئيل بتعيينها وزيرة حتى في حكومته الحالية.

وكانت ريغف قد اعلنت مؤخرا في حديث للقناة الثانية انها ستقوم "بانقلاب" ضد نتنياهو اذا لم يعينها وزيرة.

ومن بين الاعضاء البارزين الذين حالفهم الفشل في الانتخابات الداخلية لليكود، كان النائب موشيه فايغلين، الذي عمل العديد من الوزراء والنواب والنشطاء على اقصائه الى مكان متأخر وغير مضمون على الاطلاق. وتصب هذه النتيجة في مصلحة نتنياهو الذي يعتبر فايغلين احد اشد منافسيه في الليكود. وكان نتنياهو يتخوف من ابتعاد المصوتين عن الليكود بسبب مواقف فايغيلن، وعمل خلال الدورة المنتهية للكنيست على المس بمكانته.

وقال مصدر في الليكود ان فايغلين أثار ضده الكثير من اعضاء الحزب عندما حاول صد محاولة نتنياهو تقريب موعد الانتخابات وتخصيص اماكن للمقربين منه وعرقلة انتخابه لرئاسة الحزب. وحسب هذا المصدر "فقد اتضح بأن فايغلين يملك مصلحة في فشل الليكود، ومن ثم استقالة نتنياهو كي يتسنى له محاولة السيطرة على قيادة الحزب مكانه."

يشار الى ان فايغلين انتخب في الدورة السابقة للمكان الثالث عشر في قائمة الليكود، وبرز في الكنيست من خلال قيادته لحملة فتح ابواب الحرم القدسي امام المصلين اليهود، ودعا الى تشريع السموم الخفيفة. وبحكم موقعه كنائب لرئيس الكنيست امر اكثر من مرة بإنزال النواب العرب عن المنصة واخراجهم من القاعة.

0 comments: