«القيادة السياسية والعسكرية المصرية منقسمة حول حماس»، هكذا عنونت صحيفة «هآرتس» العبرية تقريرا لها أمس، لافتة إلى أنه بينما يدير خالد مشعل اتصالات مع المخابرات المصرية، فإن القطيعة بين حماس وجيش مرسى تتعمق، وتدمير الأنفاق يمسّ اقتصاد القطاع.
الصحيفة لفتت إلى أن انتخاب خالد مشعل لمنصب رئيس المكتب السياسى للحركة لم يشكل مفاجأة للمخابرات المصرية التى يترأسها اللواء رأفت شحاتة، الذى كان من بين الضاغطين الأساسيين كى يتم تعيين مشعل فى المنصب مجددا، كذلك فإن حاكم قطر التى تحولت إلى إحدى الدول الممولة للحركة فى فترة ما بعد انفصالها عن سوريا، والملك عبد الله الذى أجرى علاقات جديدة مع قادة حماس، عملا كى يتراجع مشعل عن نية التخلى عن منصبه.
مصادر مصرية قالت للصحيفة إن مشعل تحول إلى شخصية لا يمكن التنازل عنها فى هذا الوقت، وأثبت قدرته فى ما يتعلق بالسيطرة على ما يجرى ميدانيا، وفى الوقت الذى تسعى فيه القاهرة لتعزيز المصالحة الفلسطينية، فإن مشعل هو شخصية محورية يمكنها تهدئة الأصوات الراديكالية داخل حماس، كذلك فإن مشعل لا يعارض إدارة مفاوضات مع تل أبيب، وإذا ذهب الفلسطينيون للانتخابات وفازت حماس، فإن الدول العربية ستفضل مشعل على أى شخص آخر. وذكرت الصحيفة أن العلاقة الوطيدة بين قادة المخابرات المصرية ومشعل لا يمكنها أن تشهد على أن الأمور بين حماس والجيش المصرى تدار على نحو سلس، فبينما أجرى مشعل وإسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس، مؤخرا محادثات مع قادة المخابرات المصرية، استمر الجيش المصرى فى تدمير الأنفاق التى تربط غزة بسيناء.
وقالت إن وزير الدفاع المصرى عبد الفتاح السيسى أوضح أن الجيش سيستمر فى القيام بعمليات موسعة ضد الإرهاب فى سيناء، لافتة إلى أن هذا التوضيح جاء بعد أن اقترح رؤساء الحركة الفلسطينية مجددا المساعدة على القاهرة فى إجهاض عمليات تهريب السلاح والعمليات الإرهابية التى تجرى من سيناء، لافتة إلى أن السيسى رفض طلب كل من مشعل وهنية بالالتقاء معه، وكذلك جهود الوساطة من قبل مرسى لم تغير موقف وزير الدفاع المصرى الذى تبعد علاقاته مع الرئيس المصرى عن أن تكون دافئة. «هآرتس» لفتت إلى أن رفض السيسى التقاء قادة حماس واستمرار تدمير الأنفاق ليس فقط إجراءات هدفها تعزيز الأمن فى سيناء أو تسوية حسابات مع قيادات الحركة الفلسطينية، بل إن السيسى يستخدم تلك الإجراءات التى تتمتع بدعم شعبى، ليوضح للرئيس مرسى أن الجيش هو الذى سيحدد ما التهديد القومى، وهو الذى سيحدد طرق العمل ضد هذا التهديد، سواء كان مهربين فى سيناء أو متظاهرين فى بورسعيد، وبتلك الطريقة يرسم وزير الدفاع، الذى عُين من قِبل مرسى، الخط الفاصل بين صلاحيات القيادة السياسية ونظيرتها العسكرية.
وختمت قائلة «رغم ذلك فإن هذا الخط الفاصل بين سلطات الجيش والحكومة من شأنه أن يُطمس عندما يتخذ الجيش إجراءات تؤثر على ما يحدث فى غزة، وعلى اقتصادها وقدرة حماس فى ما يتعلق بإدارة القطاع»، مضيفة أنه لا توجد بيانات رسمية حول الضرر الاقتصادى التى تسببت فيها عمليات تدمير الأنفاق، ووفقا للتقارير الواردة من غزة فإنه منذ بدأ الجيش المصرى فى فبراير تدميرها، ارتفعت أسعار مواد البناء عشرات الأضعاف. وذكرت أن ما يفعله الجيش المصرى اقتصاديًّا وأمنيًّا إزاء حماس يوضح حدود قوة مرسى سواء فى ما يتعلق بإدارة العلاقات مع الفلسطينيين بشكل عامّ أو حماس بشكل خاصّ.
0 comments: